Site icon جريدة صفرو بريس

مهرجان حب الملوك بصفرو.. حين يتحول الموروث إلى “صنم بلا روح”

لم يعد مهرجان حب الملوك، أحد أقدم التظاهرات الثقافية بالمغرب، يحمل ذلك البعد الرمزي الذي طالما ربطه سكان صفرو بتاريخهم وذاكرتهم الجماعية. فمع تفويت تنظيمه إلى وزارة الثقافة، وانسحاب المجلس البلدي من مهمة الإشراف المباشر، بدأت تتعالى أصوات غاضبة تتهم الجهات المنظمة بـ”تفريغ المهرجان من روحه وتحويله إلى مجرد واجهة بلا مضمون”.

ففي فيديو تم تداوله على نطاق واسع، عبّر عدد من الفنانين المحليين عن استيائهم الشديد من الإقصاء الممنهج الذي طالهم، مؤكدين أن برنامج الدورة الحالية لا يعكس التنوع الثقافي المحلي، ولا يتيح لهم المشاركة أو التعبير عن هويتهم الفنية. وهو ما يعتبر، في نظرهم، “إهانة مباشرة لذاكرة المدينة”.

ولم يتوقف الجدل عند حدود التهميش الثقافي، بل شمل أيضًا حذف عدد من الفقرات الرياضية والتراثية التي كانت تميز المهرجان، ما أفرغ التظاهرة من بعدها المجتمعي الشامل، لتتحول إلى نسخة سطحية لا تمت للواقع الصفروي بصلة.

وبينما يرى البعض أن تفويت المهرجان لوزارة الثقافة قد يكون خطوة نحو مزيد من التنظيم والاحترافية، يعتبر آخرون أن هذا القرار شكّل قطيعة مع الخصوصية المحلية، ومع الطريقة التي كان بها الصفراويون يشعرون بانتمائهم للمهرجان.

بل هناك من وصف الوضع الجديد بأنه “صنم بلا روح”، يُحرّك وفق أجندات فوقية، بعيدًا عن نبض الشارع، وعن الفنانين الذين شكلوا، لعقود، العمود الفقري لهذا الحدث الثقاف.

ومع ختام هاته الدورة بما لها وما عليها، يبقى السؤال المطروح: هل يعود مهرجان حب الملوك إلى أبنائه؟ أم سيبقى مجرد واجهة مفرغة من المضمون، يصفق فيها الغرباء، بينما يُقصى أصحاب الأرض؟

Exit mobile version