ناقشت جامعة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج إشكالية تزايد انفصال الأجيال الجديدة من مغاربة العالم عن هويتهم الأصلية وقيمهم الوطنية، وذلك في إطار ندوة فكرية عُقدت مؤخرا، وطرحت خلالها أسئلة عميقة حول دور الدولة والمجتمع والأسرة في ربط الأجيال الصاعدة بجذورها.اللقاء الذي جمع نخبة من الكفاءات المغربية المهاجرة، سلط الضوء على الفجوة المتسعة بين الجيلين الثالث والرابع من مغاربة المهجر وبين وطنهم الأم، سواء على مستوى اللغة أو الثقافة أو حتى الانتماء العاطفي للمغرب.المشاركون في الندوة دعوا إلى ضرورة مراجعة السياسات الموجهة للجالية المغربية، وتكثيف البرامج التربوية والثقافية التي تساهم في تعزيز الروابط مع المغرب، من خلال استهداف الأطفال والشباب بوسائل تواكب العصر وتحترم خصوصية بلدان الإقامة.كما تم التأكيد على أن الحفاظ على الهوية لا يتعارض مع الاندماج في مجتمعات المهجر، بل يمكن أن يكون عاملا لتعزيز الثقة بالنفس والانفتاح الحضاري، شريطة أن تُصاغ الاستراتيجيات من داخل الواقع الحقيقي للجالية، وليس من مكاتب الإدارة المركزية.اللقاء خلص إلى ضرورة تحمل كل الأطراف لمسؤولياتها، بما في ذلك الأسرة، والمدرسة، والإعلام، ومؤسسات الدولة، حتى لا نفقد جيلا كاملا في متاهات الاغتراب والانفصال الثقافي.
مغاربة العالم بين الهوية والاندماج: الكفاءات بالخارج تطرح أسئلة حارقة حول القيم والانتماء
