Site icon جريدة صفرو بريس

مطارات المغرب على إيقاع كأس إفريقيا 2025: تدفقات سياحية قياسية تعكس جاهزية المملكة


تشهد مطارات المملكة المغربية خلال الفترة الأخيرة حركة غير مسبوقة في أعداد المسافرين، في مشهد يعكس بوضوح الزخم السياحي والتنظيمي الذي يرافق اقتراب موعد انطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025، الحدث القاري الذي تراهن عليه المملكة لتعزيز إشعاعها الإقليمي والدولي. فقد استقبلت المنشآت المطارية ما مجموعه 868 ألفا و287 مسافرا ما بين 8 و18 دجنبر الجاري، مسجلة ارتفاعا بنسبة 10.7 في المائة مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية، وهو رقم دال على التحول الذي تعرفه دينامية السفر نحو المغرب.
ولا يمكن فصل هذه الأرقام عن السياق العام الذي تعيشه البلاد، حيث يلتقي الاستقرار الأمني مع الاستثمارات المتواصلة في البنيات التحتية، خصوصا في قطاع النقل الجوي، إلى جانب توسيع شبكة الربط الدولي وتحسين جودة الخدمات المطارية. كما تعكس هذه التدفقات ثقة متزايدة في قدرة المغرب على استقبال أعداد كبيرة من الزوار في زمن قياسي، وضمان تجربة سفر منظمة وسلسة، وهو عنصر حاسم في إنجاح التظاهرات الكبرى.
ويُرتقب أن يتواصل هذا المنحى التصاعدي مع اقتراب موعد افتتاح كأس إفريقيا للأمم، في ظل توافد الجماهير الإفريقية، والوفود الرسمية، ووسائل الإعلام الدولية، ما يجعل المطارات الواجهة الأولى لصورة المغرب لدى زواره. وفي هذا الإطار، يشكل الرهان الأساسي ضمان التوازن بين التدبير المحكم لتدفقات المسافرين والحفاظ على جودة الاستقبال، بما يعكس قيم الضيافة المغربية ويعزز السمعة الإيجابية للمملكة.
كما تمثل هذه الحركية المطارية فرصة اقتصادية حقيقية، إذ تنعكس بشكل مباشر على قطاعات السياحة والفندقة والنقل والخدمات، وتساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي بالمدن المستضيفة وغيرها، مؤكدة أن كأس إفريقيا 2025 ليست مجرد بطولة رياضية، بل محطة استراتيجية لتكريس موقع المغرب كقطب قاري في التنظيم والسياحة والاستثمار.
في المجمل، تكشف المؤشرات المسجلة بمطارات المملكة عن مرحلة استثنائية عنوانها الجاهزية والثقة والانفتاح، وتؤكد أن المغرب نجح في تحويل الاستحقاقات الرياضية الكبرى إلى رافعة تنموية شاملة، تضعه في صدارة الوجهات الإفريقية القادرة على الجمع بين التنظيم المحكم والجاذبية السياحية.

Exit mobile version