مع اقتراب فصل الصيف، تتزايد رغبة الشباب والمراهقين في الحصول على بشرة برونزية جذابة، وهو ما يدفع العديد منهم إلى اتباع طرق غير تقليدية، بل وخطيرة، من بينها منتج مثير للجدل يُعرف باسم “مخدر باربي”، انتشر كالنار في الهشيم على تطبيق تيك توك، ويوصف من قبل مروّجيه بأنه “حل سحري” لتسمير البشرة عبر بخة واحدة في الأنف.
لكن خلف هذه الوعود المغرية، تُخفي هذه “الصيحة الجمالية” خطرًا صحيًا حقيقيًا بدأ يدق ناقوس الخطر في الأوساط الطبية.
بخاخ خطير… لا علاقة له بالتجميل
الدكتور الطيب حمضي، طبيب باحث في السياسات والنظم الصحية، أوضح في تصريح لجريدة Le Matin أن هذا المنتج يحتوي على مادة كيميائية اصطناعية تُعرف باسم “ميلانونتان 2″، تختلف تمامًا عن “الميلاتونين” المرتبطة بالنوم. هذه المادة تُحفز إنتاج مادة الميلانين المسؤولة عن لون الجلد، ويتم بيعها عبر الإنترنت دون أي مراقبة أو ترخيص طبي.
وما يزيد الأمر خطورة، حسب الدكتور حمضي، هو طريقة الاستعمال: بخاخ أنفي يُروّج له مؤثرو وسائل التواصل الاجتماعي باعتباره أسرع وسيلة للحصول على نتائج فورية، في حين أن هذا المسار يُسهّل دخول المادة مباشرة إلى الدورة الدموية، متجاوزًا دفاعات الجسم الطبيعية، ما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة منها:
- التقيؤ ومشاكل هضمية حادة؛
- اضطرابات ضغط الدم؛
- ارتفاع خطر الإصابة بالسرطان.
منتج “طبي” يُباع كأنه مستحضر تجميل
يحذر الدكتور حمضي من خطورة تسويق هذا المنتج على أنه مستحضر تجميلي، في حين أنه يُغير وظائف الجسم على المستوى الخلوي، ما يجعله في حكم الدواء وليس مجرد منتج سطحي. ويشدد على أن “ميلانونتان 2” لم يخضع لأي تجارب سريرية، ولم يُعتمد من قبل أي جهة صحية رسمية، ما يُشكل تهديدًا حقيقيًا لصحة المستهلكين، خصوصًا المراهقين.
تأثير النفوذ الرقمي… والمطلوب تدخل عاجل
يحذر الخبراء من أن التأثير الهائل للمؤثرين على منصات مثل تيك توك وسنابشات يجعل المراهقين عرضة أكبر لمثل هذه المنتجات الخطرة، خصوصًا في ظل غياب رقابة صارمة على المحتوى المتعلق بالصحة والجمال.
وفي هذا السياق، دعا الدكتور حمضي إلى تعبئة شاملة تشمل:
- توعية الشباب وأسرهم بمخاطر هذا المنتج؛
- تدخل الأطباء والصيادلة للشرح والتحذير؛
- تحميل المنصات الرقمية مسؤولية مراقبة المحتوى الصحي الذي يُروج لمنتجات لم تخضع لأي مصادقة رسمية.
الخلاصة
“مخدر باربي” ليس صيحة جمالية بريئة، بل قنبلة صحية موقوتة تتسلل إلى أجساد المراهقين بخفة البخاخ وسرعة الفلترة. وبينما يغريهم وهم الجمال السريع، يغيب عن أذهانهم – وعن بعض أوليائهم – أن الثمن قد يكون باهظًا… وقد يُدفع بالحياة نفسها.