عرضت الدورة الـ82 لمهرجان البندقية السينمائي الفيلم الوثائقي الفلسطيني “صوت هند رجب”، الذي يروي قصة الطفلة الفلسطينية هند رجب ذات الأعوام الخمسة، التي تعرضت لإطلاق أكثر من 355 رصاصة من قبل الاحتلال الإسرائيلي بعد أن استنجدت بكل العالم ولم يجد أحد طريقة لإنقاذها.
الطفلة هند رجب لقيت مصرعها في يناير 2024 بعد أن علقت داخل سيارة عائلتها في حي الزيتون بمدينة غزة، عقب استهدافها من الجيش الإسرائيلي. وظلت على تواصل مع فرق الإسعاف والدفاع المدني الفلسطيني لأكثر من 3 ساعات، تصف ما حولها وتستغيث، قبل أن ينقطع الاتصال ويعثر عليها بعد 12 يوما جثة هامدة إلى جانب أفراد أسرتها.
الممثل الفلسطيني ملحيس، صاحب خبرة طويلة في العمل السينمائي، أوضح أن الفيلم لاقى حفاوة غير مسبوقة وتأثيرا كبيرا على الجمهور، مشيرا إلى أن المشاهدين “ينتحبون ويبكون” منذ أول 5 دقائق، وذلك بسبب استخدام الفيلم تسجيلات صوتية حقيقية للطفلة هند رجب، ما زاد قوة المشهد الإنساني المأساوي.
وحول ردود فعل الجمهور الغربي، أشار ملحيس إلى صدمة غالبية الحاضرين وعدم قدرتهم على استيعاب أن قصة مثل هذه حدثت في وقتنا الحاضر وسط صمت العالم، واصفا الفيلم بأنه من أقوى الأعمال التي أنتجتها السينما العالمية وليس فقط العربية والفلسطينية.
الفيلم عرض لأول مرة عالميا ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية السينمائي في 3 سبتمبر 2025، وحصل على جائزة الأسد الفضي. وقد وصفت المخرجة على المسرح لدى تسلمها الجائزة قصة هند رجب بأنها “مأساة شعب بأكمله يعاني من إبادة جماعية ترتكبها حكومة إسرائيلية مجرمة تتصرف بإفلات من العقاب”.
يعد فيلم “صوت هند رجب” شهادة مؤثرة على معاناة الشعب الفلسطيني، ويسلط الضوء على معاناة الأطفال الأبرياء الذين يدفعون ثمن الصراعات المسلحة، ويؤكد على أهمية دور السينما في نقل الواقع الإنساني المؤلم للعالم.

