المغرب

فلسطين “ينعاد عليكم” تمنح على طبق من فضة” النجمة الذهبية لمهرجان مراكش السينمائي الدولي للفيلم الدورة 21

playstore

” ينعاد عليكم ” من بين آخر أصناف السينما المتنوعة في المسابقة الرسمية التي تم عرضها قبل يوم الختام للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش الدورة 21 .

” ينعاد عليكم” ينطبق عليه المثل الشائع ” كل تطبيعة لديها جائزة ” …. ” ينعاد عليكم” لمخرجه الفلسطيني ” إسكندر قطبي ” هو فيلم إستتثنائي من زاوية طرحه قلما تجد مثله مر على تجارب السينما الفلسطينية مهما تعددت زوايا معالجتها في طرحها القضية ، ” ينعاد عليكم ” يقدم قصة التعايش السلمي بين مزدوجتين ، وهو مصطلح يعرفه أكثر فلطسنييو النكبة أو ما يسمى عرب 48 ، لأن الطرفين الطرفين يعيشون في وطن واحد ( هو وطن الطرف الأول ) حيث حاول أن يصور لنا المخرج في هذه الحدوثة العلاقة ما بين المستعمِر والمستعمَر خارج سياق الاستعمار، بشكل طبيعي في إطار الإخضاع، بإظهار التآلف بين الطرفين، بحيث أن الطرف الأصلي طبعا ( الفلسطيني ) منزوع السياق، التاريخ و الراهن تحديداً الراهن في عزّ حرب الإبادة في القطاع والضفة.

sefroupress

التعايش الذي قدمه ” إسكندر قطبي” هو تصويره قصصاً متفرقة لشخصياته، وهي قليلة وقريبة من بعضها البعض ، عائلة فلسطينية (نشعر بذلك فلا إشارة من المخرج إلى ذلك ) في حيفا. شاب منها يقيم علاقة مع فتاة إسرائيلية فتحمل منه جنيناً فيبدأن في محاولة البحث لإجهاضه بعد جدالات.

كما أنه من جهة أخرى تنشأ علاقة بين شقيقة الشاب الفلسطيني وصديقه ، الأولى متحررة والثاني هو طبيب يرفضها لذلك ، أهلها يوبخونها بسبب علاقاتها وأسلوب حياتها. في وقت كانت ( الضفة الثانية ) العائلة الإسرائيلية داعمة لابنتها التي تحمل في بطنها ابناً لفلسطيني ، بينما الفتاة الفلسطينية تُهان من أمها بسبب كلام الناس وأثره ، والإسرائيلية تحظى بالدعم والطبطبة .

كل ما تستنتجه في الفيلم هو أنه يحوم حول هذه التقاطعات المتخلخلة، فالتفاصيل هنا كانت فائضة ومليئة بالأحداث وأخرى هناك بقيت مبتورة ومبهومة وغير مفهومة . وقد يكون عدم الاعتماد على سيناريو متين ومتمكن ، بالإضافة إلى ضعف خبرة الممثلين الغير محترفين و تلعتمهم في أغلب المشاهد التي تحمل حوارات مهمة ، الشيء الذي أدى بهم إلى إرتجال عبارات تنزل فجأة تبين ضعف الحوار الذي أصبح لا معنى له في القصة الأصلية حيث صارت المشاهد مطاطية ورخوة ، إذ لا أداء ماكناً فيها ولا كلاما ثابتاً. هذا كله يحسب للضعف الإخراجي الذي يفتقر لأبسط مقومات تحويل سيناريو إلى مشاهد تصويرية .

فيلم ” ينعاد عليكم ” بحواراته وتقطيعاته ومحاور قصته، عبارة عن تأتأة طويلة بالعربية والعبرية ، وبنهاية لا تمهيد لها أتت مباغتة كأن الكلام طال فتوجّب قطعه كيفما كان .

بالإضافة إلى النجمة الذهبية للمهرجان حصل فيلم ” ينعاد عليكم ” على أحسن دور نسائي ” منار شهاب ” و ” وفاء عون ” مناصفة عن نفس الفيلم وهو الذي يحكي كما سلف الذكر عن قصص متصلة عن عائلة فلسطينية عربية داخل الخط الأخضر يتنازعها التحرر من الإحتلال ، وقيود مجتمعية خاصة على النساء .

فيلم ” ينعاد عليكم ” عنوانه بحد ذاته هو إستسلام لما يجري ….. و إستجداءً رخيص لشهادة حسن سلوك منحَها المهرجانُ على شكل النجمة الذهبية وهي الجائزة الكبرى لأضحم مهرجان لا على مستوى التنظيم و على مستوى إختيار النجوم والأفلام التي تنتقل بعناية فائقة .

فلسطين "ينعاد عليكم" تمنح على طبق من فضة" النجمة الذهبية لمهرجان مراكش السينمائي الدولي للفيلم الدورة 21
فلسطين “ينعاد عليكم” تمنح على طبق من فضة” النجمة الذهبية لمهرجان مراكش السينمائي الدولي للفيلم الدورة 21

الفيلم ” ينعاد عليكم ” أنتم وليس القضية …. لأنه يتمتع بمستوى عالي من الملل و الركاكة أولا على مستوى السيناريو لأنه هو اللبنة الأساسية لأي عمل سينمائي ، يليه ضعف الإدارة الإخراجية لأن موضوعه أكثر حساسية من هذه المعايير التقنية الرديئة والأشد إلحاحاً في الفيلم هم عربُ إسرائيل ويهودها في علاقات تتخطى ما يريده «المتطرفون». بمعنى إفهم يا ملتقي أن الفيلم ما يريد قوله كلمتين «أحبّوا بعضكم» عرباً ويهوداً أبناء الدولة وبناتها.

و الفيلم هنا يظهر عكس رسالته التي حملت دعاية مسبقة له …. بحيث يوضح بصورة جلية أن لا مكان لفلسطينيي الـ48، أو لأي إشارة لفظاً أو صورةً لفلسطين، بل كله لإسرائيل من أعلام وحياة مدينية و يبين لنا كيف أن أطفالهم يتعلمون باللعب أساطير قيام دولتهم المزعومة وباللباس العسكري، هو حقيقة كأي فيلم إسرائيلي لا يرى سوى ذاته ومجتمعه ، المدنيّة منها تحديداً، في محاولة احتماء الفتيات والأطفال، في بلد يتعلّم أقليّته العربية في جامعاته، ويعمل في مشافيه ويرقص في باراته، كما يُظهر الفيلمُ بإلحاح، دون بتر أو نواقص كغيرهم وإلى جانب غيرهم، كمواطنين مهذبين، محسني التعايش. وذلك لا يَظهر لنقضه أو تفكيكه، بل لتطبيعه و بصورة واضحة لا مكان لفلسطين هنا.

وفلسطينيو الـ48 صاروا عرب إسرائيل. القصة والشخصيات أرادها الفيلم إسرائيلية تامة، والتعايش بينها، ضمن عائلة يهودية منفتحة وأخرى عربية منغلقة، هو جوهر الفيلم. ولحسن حظ السينما الفلسطينية ، أن هذا الجوهر وصل ركيكاً صوتاً وصورة ، بمعنى أيُّ بؤس وخزي كان للسينما الفلسطينية، ولعموم السردية الفلسطينية ثقافياً، لو أن فيلماً كهذا لم يكن بهذه الرداءة.

وتسلمت الجائزة منى قبطي، نيابة عن زوجها، وقالت في كلمة بهذه المناسبة: “بالرغم من فرحنا الكبير بهذا التقدير، نقف هنا بمشاعر مثقلة في ظل كل ما نشهده من فظائع وجرائم في حق شعبنا والإنسانية ككل”.

وتساءلت: “في ظل عجزنا كيف وصلنا إلى هنا؟ كيف أصبح التجريد من الإنسانية شيئًا عاديًا؟، وكيف أصبح القتل والدمار والتشريد مشهدًا مقبولًا؟، كيف فقدنا البوصلة؟”.

كما قالت إنها تأمل أن يجيب فيلم “ينعاد عليكو” على “بعض من هذه الأسئلة”.

ونحن نطرح السؤال هنا على إدارة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته 21 التي إنتقت لجنة مشاهدتها للأفلام أروع الأفلام سواء من حيث المسابقة الرسمية أو البانوراما وغير من الأقسام ماهي المعايير التي إعتمدتها لإختيار. فيلم ” ينعاد عليكم ” الذي يمثل دولة فلسطين وهو لا يعالج ابسط حقوقها في طرحه والسؤال الآخر الذي يطرح نفسه بشدة لجنة التحكيم ما معاييره أيضا لمنحه الجائزة الكبرى وهي النجمة الذهبية للمهرجان وهي لجنة تضم مجموعة رفيعة المستوى من السينمائيين العالميين إن لم يكن اغلبهم زار الضفة الأخرى ويعرف كيف هو التعايش هناك والذي لا يجسده هذا الفيلم …. أسلئة كثيرة و المقصود واضح

كما وأضافت منى قطبي : “نضالنا مترابط والتحرر الحقيقي لا يمكن تحقيقه بمعزل عن الآخرين، لا أحد منا حر حتى نكون جميعنا أحرارًا، وخاصة النساء”.

وفاز بجائزة أحسن دور رجالي الممثل الأوكراني رومان لوتسكي عن فيلم “تحت البركان”، الذي يؤدي فيه دور رب أسرة كانت تقضي عطلتها في جزيرة تنيريفي الإسبانية عند حدوث الهجوم الروسي على أوكرانيا، فيتحول أفراد الأسرة من سائحين إلى لاجئين.

كما حصل فيلم “تحت البركان” للمخرج البولندي داميان كوكر، وهو فيلمه الطويل الثاني، على جائزة أحسن إخراج.

جائزة لجنة التحكيم لمهرجان مراكش :

ذهبت جائزة لجنة التحكيم مناصفة إلى فيلمي “الكوخ” من الأرجنتين و”القرية المجاورة للجنة” من الصومال للمخرج مو هاراوي.

وقال هاراوي إنه أخرج فيلمه بدعم من “ورشات أطلس”، التي أطلقها المهرجان الدولي للفيلم بمراكش عام 2018 لدعم المواهب الشابة في مجال السينما من المغرب وخارجه.

وشمل برنامج الدورة التي انطلقت في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني عرض نحو 70 فيلمًا من 32 دولة، من بينها 14 فيلمًا في المسابقة الرسمية.

من جهته، أشاد المخرج الإيطالي لوكا جوادانينو رئيس لجنة التحكيم بكل الأفلام المشاركة، قائلًا: “لقد شهدنا مسابقة مليئة بالتأملات السينمائية بشأن ألم التشرد، والسحق تحت سلطة الأنظمة التي تتحكم في حياتنا، ولكنها مشبعة أيضًا برؤى المدينة الفاضلة”.

وذكرت إدارة المهرجان في بيان، أن هذه الدورة سجلت “رقمًا قياسيًا” للحضور بلغ 40 ألفًا شاهدوا الأفلام في مختلف القاعات، من بينهم 7500 طفل ومراهق حضروا العروض المخصصة للجمهور الناشئ والأسرة .

playstore

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا