شهدت العاصمة العلمية للمملكة هذا الأسبوع حراكاً اقتصادياً لافتاً، مع انطلاق النسخة الخامسة من المنتدى الاقتصادي لجهة فاس–مكناس، الذي تحوّل إلى فضاء تفاعلي يجمع بين مستثمرين، دبلوماسيين، صناع قرار، وشباب حالم بمستقبل اقتصادي أكثر عدلاً وابتكاراً.
وتحت شعار “الاستثمار، الابتكار، التعاون: مفاتيح مستقبل مشترك”، استطاع اللقاء تجاوز الطابع البروتوكولي، ليؤسس لحوارات جريئة بين فاعلين مغاربة وآخرين من بنين، ساحل العاج، السنغال، وبوركينا فاسو، حول سبل بناء تكامل اقتصادي إفريقي من القاعدة لا من فوق.
المنتدى لم يكتفِ بالخطابات، بل تُوج بتوقيع اتفاقيات واقعية، تُهيئ الأرضية لشبكات تبادل تجاري وجامعي، وترتقي بموقع فاس من جهة غير ساحلية إلى نقطة التقاء استراتيجي بين إفريقيا وأوروبا.
واستقطب “يوم التشغيل” مئات الشباب، في بحث حقيقي عن فرص، في وقت يشهد فيه سوق العمل الجهوي تحولات حادة. وقد شكّل هذا اليوم، حسب مشاركين، لحظة استماع نادرة من الفاعلين الاقتصاديين لانشغالات الجيل الجديد.
فاس اليوم لا تكتفي بتاريخها، بل تراهن على رأسمالها البشري لتصبح منصة ابتكار وتبادل تتجاوز الجغرافيا وتعيد رسم الخريطة الاقتصادية من قلب المغرب.