شكلت المسؤولية المجتمعية للمقاولات في مرحلة ما بعد كوفيد 19 محور ندوة عن بعد، نظمت اليوم الثلاثاء، بمبادرة من الجامعة الأورومتوسطية لفاس، بمشاركة خبراء من الوسط الأكاديمي والاقتصادي.
وأتاح اللقاء المنظم بشراكة مع المدرسة الكبرى للتجارة التابعة للجامعة والمدرسة العليا للتجارة (أودينسيا) بنانت ومعهد البحث في الدراسات الاورومتوسطية والافريقية، فرصة تحليل انعكاسات أزمة كوفيد 19 على المسؤولية المجتمعية للمقاولة وتطور مفهومها لدى المقاولات في المغرب والعالم.
وأبرز الدبلوماسي السابق فتح الله السجلماسي أهمية التفكير في المسؤولية المجتمعية للمقاولة في سياق متحول يفرض بناء كيانات متينة تقوم على الجودة.
وأوضح السجلماسي أن النقاش المفتوح تجسيد للشراكة بين الجامعة الأورومتوسطية لفاس وأودينسيا نانت مضيفا أن الجامعة تميزت في زمن كوفيد 19 بتعبئة قدراتها في مجال الابتكار من أجل مكافحة جماعية للفيروس.
واعتبر محمد الموفق، مدير التكوين في ماستر أودينسيا بالجامعة الأورومتوسطية، أن الأزمات عامل مسرع للتغيير والابتكار حيث تدفع المقاولات الى اعتماد استراتيجيات لتعزيز ريادتها.
ومن جهته، لاحظ أندري سوبساك، الباحث بمدرسة أودينسيا أن المقاولات مدعوة الى تعديل ممارساتها التدبيرية ونموذجها الاقتصادي من أجل التأقلم مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية مسجلا أن المقاولات المدمجة للمسؤولية الاجتماعية نجحت في تدبير الأزمة من خلال تنظيم أمثل للعمل.
وقال ان الدراسة التي أنجزتها أودينسيا كشفت أن المقاولات التي أرست نظام العمل عن بعد سعيا الى مزيد من المرونة نجحت في التكيف مع مقتضيات الظرفية موضحا أن الأزمة عززت التزام المستثمرين من حيث المسؤولية البيئية.
أما نائبة رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، رئيسة لجنة “المقاولة المسؤولة والمواطنة”، السعدية السلاوي بناني فاستعرضت رؤية الاتحاد لتطوير المسؤولية المجتمعية للمقاولة مذكرة بصياغة ميثاق في هذا الباب يدمج مختلف الأبعاد، من البيئة الى مكافحة الفساد وصولا الى الحكامة مؤكدة أنه يتم تحيين هذا الميثاق بانتظام لادماج عوامل أخرى.
وأشارت الى أن الاتحاد العام لمقاولات المغرب أطلق أيضا علامة للجودة خاصة بالمسؤولية المجتمعية اعترافا وتشجيعا للمقاولات المنخرطة في هذا المجال، فضلا عن تصميم موقع لاشاعة وتقاسم الممارسات الفضلى.
ويتضمن مفهوم المسؤولية المجتمعية للمقاولة الأخذ بعين الاعتبار، بشكل طوعي أو قانوني، للرهانات البيئية والاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية في ممارسة أنشطتها.