Site icon جريدة صفرو بريس

“طوبيس” صفرو- فاس… رحلة عذاب

أمينة أوسعيد

قامت شركة النقل الحضري سيتي باص بإحداث خط يربط بين مدينة صفرو وفاس وذلك بعد نضال دام لسنوات خاضه سكان مدينة صفرو والمناطق المجاورة ليتحقق لهم هذا الحلم بعد جهد طويل. حيث تم تزويد المدينة بحافلتين يتيمتين يحملان الرقم 38 عبارة عن خردة متحركة لا تتوفر فيها شروط حافلة حضرية، محركها يسعل دخانا أسود ونوافذها الزجاجية مكسورة أما حالتها الميكانيكية فحدث ولا حرج، فيكفي أن تسأل أحد الركاب الذين دأبوا الركوب على مثن هذه الحافلة المهترئة ليخبرك عن عدد المرات التي توقفت فيها في منتصف الطريق بسبب عطل ميكانيكي أو عطب في الإطارات أو أي سبب آخر.

ناهيك عن التأخير الذي يصل في بعض الأحيان إلى ساعات من الانتظار في المحطة أو الساحة المخصصة لوقوف الحافلة مما يشكل معاناة حقيقية للساكنة في غياب محطة بمقومات حضرية تمنح المواطن الصفريوي بعض القيمة كإنسان وتجنبه ساعات من الوقوف تحت الشمس صيفا وتحت المطر شتاء. حتى أصبحت الرحلة من صفرو إلى فاس عبر الخط 38 إلى رحلة عذاب لا ينتهي.

شركة سيتي باص التي تحرص على تجديد أسطولها كل مرة وإحداث المزيد من الخطوط التي تربط مركز المدينة بهامشها في العديد من مناطق المغرب تستثن للأسف مدينة صفرو من برنامجها وذلك راجع إلى عدة أسباب من بينها الضغط الذي مارسه أرباب “الطاكسيات” إلى جانب أطراف أخرى على الشركة حتى تتقيد بعدد محدود من الحافلات التي تربط مدينة صفرو بفاس رغم الإقبال الكبير الذي تعرفه هذه الحافلة نظرا لثمنها المعقول والذي يتناسب مع جيب الساكنة، في غياب تام لمبدأ المنافسة المهنية وعلى حساب راحة المواطن الصفروي.

منظر النساء رفقة أطفالهن يختبئن من لهيب شمس الصيف المحرقة خلف ظل الشجيرات إلى جانب شيب وشباب يسائل ضمير المسؤولين في شركة سيتي باص ولوبيات النقل المعروفة في المدينة إلى متى سيبقى الوضع على ما هو عليه؟.

Exit mobile version