في مشهد يعكس عمق التحديات التي يواجهها طلاب كليات مدينة فاس، وجه طلبة المركبين الجامعيين ظهر المهراز وسايس بفاس رسالة مفتوحة مؤثرة إلى آبائهم وأمهاتهم، تتوفر جريدة “صفروبريس” على نسخة منها، تسرد معاناتهم اليومية داخل أسوار الجامعة.
الرسالة، التي تحمل في طياتها كلمات تعكس الاحترام العميق للأجيال السابقة والتقدير لتضحياتها، تأتي في ظل قرار الطلبة مقاطعة الامتحانات كجزء من احتجاجاتهم المستمرة على الظروف المزرية التي يعيشونها.
وافتتح الطلبة رسالتهم بالتعبير عن امتنانهم العميق لتضحيات آبائهم وأمهاتهم الذين كافحوا في الماضي لمقاومة الاستعمار وتأمين استقلال البلاد، وضحوا بالغالي والنفيس لضمان حصول أبنائهم على التعليم. يقول الطلبة: “أنتم من قاومتم المستعمر في الجبال والقرى والمدن لأجلنا، أنتم من حملتم السلاح لكي نحمل نحن القلم والكتب.”
وعلى الرغم من آمال الأجيال السابقة في توفير تعليم أفضل لأبنائهم، يواجه الطلبة اليوم أوضاعا قاسية، تشمل غياب الخدمات الأساسية مثل النقل، التغذية، المنح، والمأوى.
وقد أشار الطلبة في رسالتهم إلى أنهم طرقوا أبواب المسؤولين على كل المستويات، من رئاسة الجامعة إلى السلطات المحلية، دون أن يجدوا أي استجابة لمطالبهم.
“توجهنا إلى رئاسة الجامعة، وجماعة فاس، وولاية جهة فاس مكناس، بل حتى إلى الرباط أمام البرلمان، لكن لم نجد سوى الصمت والإهمال.”
وأكد الطلبة أن قرارهم بمقاطعة الامتحانات ليس تعبيرا عن رفضهم للتعليم أو استهتارا بمستقبلهم، بل خطوة اضطرارية فرضتها الظروف. وأوضحوا أنهم ينامون على الأرض في كلية الآداب سايس كجزء من نضالهم للحصول على أبسط حقوقهم.
“نقاطع الامتحانات لأننا لم نعد نستطيع الاستمرار على هذا الوضع المزري. نطالب بحقنا في العلم، التغذية، النقل، السكن، والمنح.”
وتوجه الطلبة برسالة خاصة إلى آبائهم وأمهاتهم، داعين إياهم لتفهم موقفهم ودعمهم في هذه المعركة، التي يرون فيها امتدادا لنضالات الأجيال السابقة. وأكدوا أن ما يقومون به هو دفاع عن حق مشروع في الحياة الكريمة والتعليم.
“نؤكد لكم أننا نسير على دربكم وما ربيتمونا عليه، وبتفهمكم لنا ولمعركتنا سننتصر لا محالة.”
في ختام الرسالة، عبر الطلبة عن اعتزازهم بانتمائهم لأسرهم ووجهوا تحية تقدير وفخر لكل من ساندهم. مؤكدين أن النصر في هذه المعركة سيمثل انتصارا مشتركا لهم ولذويهم، ومطالبين بدعم الجميع لنضالهم المشروع.