صفرو : لوحة فنية لتلميذ بالمدينة تزين منجزا جهويا جديدا تحت عنوان ” ديوان التلاميذ الشعراء 2018″
أصدرت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس منجزا فنيا و تربويا جديدا تحت عنوان ” ديوان التلاميذ الشعراء 2018″ وهو تقليد سنوي دأبت عليه حيث يتم تجميع القصائد الفائزة في المسابقة الجهوية الكبرى للشعر وأخرى للتشكيل التي تنظمها الأكاديمية سنويا بالتناوب بين المديريات . وجاء الكتاب الذي أشرف على إعداده وإخراجه المركز الجهوي للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي في 101 صفحة من القطع المتوسط مزدان بلوحة غلاف للفنان التلميذ يحيى يوسفي من مدرسة ثريا السقاط صفرو .
في الكتاب ، نجد تقديما بقلم مدير الأكاديمية ، و16 نصا شعريا يتراوح ما بين الشعر العربي الفصيح والزجل في 45 صفحة مع لوحات تشكيلية تمتح من تيمة الجمال وتتقاسم محور اهتمامه ، وقصائد باللغة الفرنسية والإسبانية والإنجليزية والألمانية في حوالي 56 صفحة بنفس الاهتمام والجمالية في الإخراج . ويعد هذا الإصدار في طبعة 2018 دعما حقيقيا لأنشطة التفتح الأدبي والفني الذي يفتح آفاقا جديدة في وجه التلميذات والتلاميذ ويرفع من جودة العملية التربوية ويحفز اليقظة والتميز لديهم، ويقترح آليات فعالة لصقل المواهب وتنمية الأذواق.
ويعتبر الإصدار قراءة بصرية للوحات الفنية الناطقة بالألوان والأضواء والأشكال، تجعل من التشكيل محاورا ومجاورا للقصائد الشعرية المعبرة بلغة الخيال والمجاز والانزياح، ويعتبر الاحتفال بهذين الفنين تعبيرا عن التجاور والتحاور الجمالي بأبعاده الانطلوجية والإنسانية. ولذلك ارتأت الاكاديمية أن يتضمن ديوان تلاميذ الشعراء، القصائد المختارة واللوحات التشكيلية الفائزة جنبا إلى جنب، تجسيدا للغايات الكبرى للفنون التي تسعى من بين ما تسعى إليه ترسيخ القيم النبيلة، قيم السلم والتسامح والانفتاح والتعايش، إنها الفضائل التي يسعى التشكيل والشعر بآفاقهما الرحبة إلى ترسيخها لدى ناشئتنا.
لقد أصبح من السنن الحميدة أن تلتقي الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس مع التلامذة عشاق القصيدة واللوحة في إطار المسابقة الجهوية الكبرى للإبداع التشكيلي في دورتها العاشرة ، وأيضا في إطار المسابقة الجهوية الكبرى للشعر في دورتها الثالثة عشرة، نسخة 2018 وفي قلب مدينة فاس العريقة بتاريخها وروح تراثها وسحر جاذبيتها العلمية والفنية، وتعبر عن اعتزازها أن يحتضن فضاء الثانوية الإعدادية القدس هذه الإبداعات التربوية الرائعة للتلامذة المبدعين ، في طبعة جديدة تنظم تحت شعار: “الإبداع التلاميذي إذكاء لروح المواطنة وتعزيز لقيم التعايش والمحبة والسلام“.
وفي كلمة له بالمناسبة اعتبر مدير الأكاديمية شعار الدورة مسايرا لسياق تطوير النموذج البيداغوجي، من أجل مدرسة جديدة ترتقي بالذوق الفني والجمالي وتحفز النبوغ والتميز لدى المتعلمات والمتعلمين، وتسمح لهم للتعبير عن مواهبهم، وتتيح لهم مساحة المتعة الفنية كلما سنحت الفرصة والجودة للجميع، ترتقي بالفرد في أبعاده العلمية والفنية والجمالية وتسمو بالقيم النبيلة للمجتمع. وشدد على أهمية مواصلة المؤسسات التربوية جهودها الحثيثة لإحداث نواد فنية ونواد للتربية على المواطنة وحقوق الإنسان ومواصلة إحداث مراكز لمناهضة العنف بالوسط المدرسي مؤكدا في الوقت ذاته أن إبداع التلاميذ سواء كان شعرا أو تشكيلا هو دعامة أساسية من أجل تعزيز حضور ثقافة التعبير سواء بلغة الاستعارة والمجاز أو بلغة اللون والضوء والشكل، إنها لوحات رائعة سعى فيها التلاميذ التشكيليون إلى إعادة تشكيل رؤية خاصة لمحيطهم، وبناء عالم حالم جميل، يجدون فيه ذواتهم، منفلتين من رقابة وصرامة الواقع، إذ غاية الفنون، هي تنمية متعة التواصل في انسجام مع الذات، وفي احترام وتوافق وتعايش مع الآخرين. إنها القيم التي تسعى التربية على الجمال إلى ترسيخها لدى المتعلمين مهما اختلفت أذواقهم تجاه الأشكال والألوان.