كل مرة نسمع عن “الإنجازات الكبرى”، تُحصى الأشجار المزروعة، تُحتسب الأرصفة المبلطة، ويُفتخر بكل لوحة إعلانية جديدة أو واجهة شارع مُجددة. لكن صفرو، إقليم غني بالموارد البشرية والطبيعية، ما زال يعاني من غياب التنمية الحقيقية.
لماذا كل الإحصاءات دقيقة فيما أنجز، بينما لا أحد يعرف واقع صفرو الحقيقي؟ أين الأرقام التي تحدد نسبة البطالة؟ أين البيانات الدقيقة عن الهدر المدرسي؟ ماذا عن عدد العائلات التي لا تملك مساكن لائقة؟ أين التقدير الحقيقي لمواطني الإقليم دوي الدخل المحدود، والأيتام والأرامل، ومرضى الأمراض المزمنة؟
ربما، لو تم جمع هذه المعطيات الحقيقية، سيكتشف الرأي العام حجم الأزمة الصادمة التي يعيشها الإقليم. أزمة لا يمكن لمكياج المشاريع الصغيرة أن يخفيها، ولا لوحات “الإنجازات” أن تغطي عليها. كفى كلاماً عن التنمية على الورق، فالواقع اليوم يقول إن سكان صفرو لا يحتاجون إلى شعارات، بل إلى أفعال ملموسة، إلى مشاريع حقيقية تحسن حياتهم اليومية، وتحترم حقهم في التعليم، الصحة، السكن والعمل.
إلى متى سيظل الإقليم مهمشاً ومغيباً عن الاهتمام الفعلي، في حين تُصرف الموارد على مشاريع تظهر للعيان وتُحسب في الإحصاءات الرسمية، بينما يحتاج سكانه لأبسط حقوقهم الإنسانية والاجتماعية؟
إن الإخفاء والتجميل لن يجعلا الأزمة تختفي. المطلوب الآن إحصاءات دقيقة، خطط عملية، ومشاريع ملموسة. صفرو ليست مجرد رقم في دفاتر الحكومة، بل حياة واقعية لمواطنين يحتاجون إلى العدالة الاجتماعية والمجالية الحقيقية، لا الورقيات المزينة بالكلمات الفارغة.
صفرو: كفى من الورق.. المطلوب التطبيق العملي!
