توفي إلى رحمة الله “ الشريف الإدريسي الكندري علي” بجماعة سيدي خيار التابعة لإقليم صفرو، بعدما فارق الحياة خلال هذا الأسبوع عن عُمر يناهز المائة والعشرين سنة؛ ولسانه يلهج بذكر الله. وبذلك يوشك أن يكون أكبر مُعمِّر في المغرب. ويعتبر رحمه الله ذاكرة حيّة شهدت على تاريخ ثلاثة قرون (أواخر القرن: 19 والقرن 20 و21 ) وعايش خمسة ملوك علويين تعاقبوا على حكم المملكة في حياته. وكان قد قضى ردحا من الزمان شريفا للزاوية الكندرية، كما كان رحمه الله تقيا ورعا حاملا لكتاب الله.
ومن عجيب ما اتفق لهذا الشيخ الجليل في أواخر سنوات حياته، أن شعر لحيته الأبيض الذي شاب وتحول إلى كبة بيضاء بفعل الزمن بعدما هَرِمَ صاحبه، وبلغ من الكبر عتيا يَسْوَدّ من جديد، وتنبت خصلات شعر سوداء في مكانها. والأغرب من ذلك أن تنمو له أسنان جديدة بدل تلك التي تناثرت وتساقطت مع مرور الدهر.. وهي معجزة تُحير العقل، ويقف العلم عاجزا عن إعطاء تفسير مناسب لها.. بَيْدَ أن سنة الحياة أبت إلا أن تغرب شمس هذا الهَرَمِ الذي شاب وهَرِمَ.. بعدما شدّ عن القاعدة، وشكل الاستثناء لسنوات غفلت عنه يد الدهر، وخرج عن المألوف، قبل أن يأفل نجمه، ويضع الموت حدا لعمره المديد المجيد، ويرحل عن الدنيا في جوّ كئيب.. وصمت مهيب..
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته، ورزق ذويه الصبر والسلون، وإنا لله وإنا إليه راجعون.