لاشك في أن الذي يعقد مقارنة بسيطة بين مدخل مدينة صفرو عبر مدينة فاس، وبين مدخل نفس المدينة عبر مدينة المنزل، سيجد فرقا شاسعا بينهما لاحدود له.. فالأول تم تمهيده، وطالته يد العناية والاهتمام. فتم تزفيت الطريق، وتمهيدها، وإعداد الرصيف كما ينبغي، وتزيين المدار.. بأبهى الورود، وأجمل الأزهار.. حتى ليخيل للزائر أنه يلج إحدى مدن أوروبا الجميلة.
بينما ترك الثاني للإهمال، فطالته يد الحرمان.. ونالت منه سياسة النسيان.. فقد تم تهميشه، وترك على حاله، مهترئا يعج بالحفر ويمتلئ بالأخاديد، دون العناية بتمهيده، أو الاهتمام بتزيينه، حتى ليبدو للناظر شديد الشبه بمداخل المداشر والقرى النائية.
هذه الفوارق الشاسعة تعكس حسب الأغلبية تكريس المسؤول المحلي لسياسة مزدوجة في تدبير الشأن المحلي. فشتان بين العناية المفرطة؛ والإهمال الشنيع..
فمتى تختفي الانتقائية، وتذوب الفوارق بهذه المدينة الجميلة، حتى تتمتع كل ساكنتها بنفس الحقوق؟ وينعم جميع المواطنين بنفس الامتيازات، ويتم تأهيل المدينة بطرق ومدارات تليق بها وبتاريخها العريق؟