في مراكش، المدينة التي يُفترض أن تكون واجهة حضارية وسياحية للمغرب، بات مشهد الفوضى المرورية جزءاً من الحياة اليومية. أصوات المحركات، الصراخ عند التقاطعات، والدراجات النارية التي تتسلل بين السيارات بسرعة جنونية، كلها تحوّلت إلى مشهد مألوف، ولكن خطير.
اليوم فقط، تم تسجيل عدة حوادث متفرقة في المدينة، وهو ما دفع نشطاء محليين على منصات التواصل إلى دق ناقوس الخطر مجددًا. “أصبحت الشوارع ساحات قتال”، يقول أحد المعلقين على منتدى رقمي محلي، مضيفًا: “الذي لا يُدهَس بسيارة، قد يسقط ضحية دراجة مسرعة”.
وفي الوقت الذي كانت فيه قاعات المؤتمرات تحتضن لقاءات رسمية حول السلامة الطرقية ومبادرات “مراكش الآمنة”، كان الواقع الميداني يُكذّب الخطابات. المجتمع المدني حمّل المسؤولية للمجالس المنتخبة والسلطات المحلية، مطالبًا بإجراءات فورية: كاميرات مراقبة، ممرات مشاة منظمة، وتنظيم صارم لحركة الدراجات النارية التي توصف اليوم بأنها “كابوس الشارع المغربي”.
فهل تتحرك الجهات المسؤولة قبل أن يتحوّل الأمر من غضب رقمي إلى انفجار شعبي؟ سؤال يطرحه سكان مراكش مع كل حادثة سير جديدة، دون أن يلقوا حتى الآن إجابة مقنعة.