شهدت لجنة الثقافة في البرلمان الإسباني نقاشًا محتدمًا حول مقترح مثير للجدل تقدّم به حزب فوكس اليميني المتطرف، والذي كان يهدف إلى منع الاحتفالات العامة بالأعياد الإسلامية، وعلى رأسها عيد الأضحى.
لكن هذه المحاولة قوبلت برفض واسع من قبل الأحزاب الكبرى في البرلمان، التي اعتبرت المبادرة تمييزية وتنتهك الدستور الإسباني، مؤكدين أن حرية المعتقد والممارسة الدينية مكفولة لجميع المواطنين دون استثناء.
وأبرز نواب المعارضة أن مقترح حزب فوكس لا يعكس قيم التعددية والتعايش المشترك في إسبانيا، ويُهدد بالتصعيد الاجتماعي تجاه الجاليات المسلمة في البلاد. كما أشاروا إلى أن مثل هذه الإجراءات قد تسيء لصورة إسبانيا دوليًا وتفتح الباب للانقسامات الاجتماعية.
من جانبه، شدد حزب فوكس على أن الهدف المعلن هو “حماية الثقافة الإسبانية”، لكن النقاش البرلماني كشف افتقار المبادرة لأي سند قانوني أو دستوري، ما أدى عمليًا إلى سقوط المساعي العنصرية في مهدها.
يأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه أوروبا نقاشات متزايدة حول حرية ممارسة الأديان وحقوق الأقليات، حيث غالبًا ما تواجه الجاليات المسلمة تحديات مرتبطة بالتمييز السياسي والإعلامي.
في النهاية، يمثل رفض البرلمان الإسباني انتصارًا لقيم التسامح والتعايش المشترك، ويؤكد أن المجتمع الإسباني ما زال محافظًا على مبادئه الدستورية في حماية حقوق الأقليات الدينية.