قضت المحكمة الابتدائية بتازة بسجن ناشر فيديو أثار صدمة وجدلا واسعا في مواقع التواصل، بعدما أظهر مشاهد صادمة قال إنها توثق لبقايا جماجم وعظام تعود لحمير قرب مطاعم مشويات في مدينة واد أمليل.
المحكمة أدانت المتهم، وهو صاحب صفحة على موقع التواصل الاجتماعي، بالسجن النافذ لمدة ثمانية أشهر، بعدما اعتقل احتياطيا منذ أسبوعين على خلفية نشره تسجيلا مصورا وصف بالمسيء، تضمن مشاهد قال إنها من المنطقة، وادعى في تعليقه أنها لا تعود لأبقار بل لحمير.
التحقيقات التي باشرتها السلطات تحت إشراف النيابة العامة، جاءت بعد شكاية من طرف أصحاب مطعمين بالمدينة، اعتبروا أن المقطع تضمن معطيات كاذبة أضرت بسمعتهم التجارية وشكلت تهديدا مباشرا لنشاطهم.
كما وجهت للمتهم عدة تهم من بينها إهانة موظفين عموميين أثناء قيامهم بمهامهم، وتوزيع ادعاءات كاذبة وتسجيل مشوه للحقائق من شأنه التأثير على الرأي العام، وتقديم بلاغ كاذب عن جريمة غير ثابتة.
الفيديو المثير، الذي حصد تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل، أعاد فتح النقاش حول الخط الفاصل بين التبليغ عن اختلالات محتملة وبين التشهير والاتهامات غير المثبتة التي تمس بالحياة المهنية للأشخاص دون دليل قاطع.
وفي انتظار استئناف الحكم، تستمر القضية في إثارة الجدل وسط الرأي العام، بين من يعتبر الحكم ضروريا للحد من فوضى النشر الرقمي، ومن يرى فيه تضييقا على حرية التبليغ والمراقبة المجتمعية