شهد ميناء طنجة المدينة صباح اليوم الأربعاء حدثا بارزا تمثل في استقبال الفرقاطة الإسبانية “Reina Sofía” التابعة لعملية Operation Sea Guardian في إطار حلف شمال الأطلسي “الناتو”، وذلك وسط حضور رسمي لعدد من المسؤولين المحليين الذين لبّوا دعوة قائد السفينة الإسبانية.
الزيارة، التي تأتي في سياق تعزيز التعاون الأمني بين المغرب وإسبانيا، تعكس عمق العلاقات الثنائية التي تجاوزت الملفات السياسية التقليدية إلى مجالات الأمن البحري ومراقبة السواحل وحماية الممرات البحرية في حوض البحر الأبيض المتوسط.
ويُنظر إلى هذا الحدث كخطوة رمزية تعزز الثقة المتبادلة بين المؤسستين البحريتين المغربية والإسبانية، خصوصا وأن المغرب أصبح شريكا محوريا في الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة التهريب والهجرة غير النظامية والقرصنة البحرية.
كما تأتي هذه الزيارة في وقت تعرف فيه المنطقة المتوسطية تحولات أمنية متسارعة، ما يجعل التنسيق بين الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط أمرا ضروريا للحفاظ على الاستقرار الإقليمي ومواجهة التحديات المشتركة، من الجريمة العابرة للحدود إلى تهديدات الأمن الطاقي والبحري.
وتُبرز محطة طنجة مرة أخرى الدور المتنامي للمغرب كشريك استراتيجي موثوق في مجال التعاون الدولي والأمني، حيث يجمع بين الجغرافيا الحيوية والسياسات المتوازنة التي جعلت منه حلقة وصل بين أوروبا وإفريقيا.
بهذه الزيارة، يتأكد أن الأمن البحري لم يعد شأنا وطنيا ضيقا، بل قضية تتطلب شراكات متينة ومقاربات جماعية، وهو ما يسهم فيه المغرب بفعالية ضمن التزامه الدائم بإرساء الاستقرار والسلم الإقليمي.

