على امتداد عقود ، ظل الأستاذ حسن الشافعي رحمه الله مهووسا بالبحث و التنقيب في تاريخ المغرب بصفة عامة ، و بتاريخ مدينة صفرو على وجه الخصوص. و قد خلفت مجهوداته المتواصلة في هذا الإطار حصيلة علمية جد محترمة عبارة عن العديد من المؤلفات في الموضوع. هذه الحصيلة شكلت مادة هامة لفائدة الطلبة الباحثين في سلك الإجازة و الدكتوراه بجامعة سيدي محمد بن عبدالله ، حيث أشرف المرحوم حسن الشافعي على العشرات من البحوث العلمية في مادة التاريخ ، و كان نعم الموجه لهؤلاء الطلبة الباحثين الذين كانوا محظوظين بإشراف المرحوم الشافعي على أعمالهم البحثية. إلى جانب موضوعات التاريخ بشكل عام و خاصة ما يؤرخ منه لفترة الحماية ببلادنا و ما تلاها ، اهتم المرحوم أيضا بتاريخ الصحافة بالمغرب ، و اسهاماتها في التأريخ لمراحل خلال الحماية و ما بعدها في المغرب .
تفرغه الشبه مطلق لخدمة البحث العلمي لم يمنعه من دخول غمار السياسة من بوابة خدمة الشأن المحلي حيث ترشح و انتخب عضوا بأول مجلس بلدي بصفرو بعد مرحلة الاستثناء سنة 1976 حيث كان إلى جانب المرحوم محمد يخلف في تسيير بلدية صفرو خلال الولاية الجماعية 1976 _ 1982 ، و خلال هذه المرحلة انخرط بكل حماس في تسيير المدينة ، حيث تحولت المدينة من بلدة يغلب عليها الطابع القروي إلى مدينة متكاملة المعالم . و بشهادة كل من عايشوا المرحلة فقد كانت مدينة صفرو محظوظة بوجود فريق تسيير آنذاك تشكل من نخبة من المناضلين الذين صمموا على حسن خدمتها و الرقي بها إلى أعلى المراتب وفق ما كان متوفرا من إمكانيات آنذاك .
لقد ظل المرحوم حسن الشافعي خلال حياته كلها خدوما ، لا يتردد في مد يد المساعدة للكل سواء في مساهمته في تسيير بلدية صفرو ، أو في ما يتعلق بعمله كأستاذ جامعي و مشرف على العشرات من البحوث والدراسات الأكاديمية حتى وافته المنية إذ لم يستطع جسده المنهك مقاومة فيروس كورونا الذي أصابه في مقتل بتاريخ 21 شتنبر 2021 . و سيظل طلبته يذكرونه بكل خير بالنظر للدعم الكبير الذي كانوا يجدونه لديه . رحم الله الأستاذ حسن الشافعي و جعله في أعلى مراتب الجنة جزاء على ما قدمه من خدمات جليلة للبلاد و العباد .