Site icon جريدة صفرو بريس

ذات القانونين.. عفاف الشاهدي الوزاني

بقلم: أمينة أوسعيد
للنساء فيما يعشقن مذاهب.. وهي عشقت آلة القانون، وتعلق قلبها بأوتارها، وسارت في دروب تعلم أبجدياتها بخطى ثابتة. كما أنها ذات حظ عظيم، تعلمت على يد أمهر العازفين، وشيخ القانون المتمكن “سيدي مولاي ادريس الوزاني الشاهدي”.. هذا الأيقون الذي، وإن فاض مداد قلمي على عشرات الصفحات، لن أوفّيه حقه؛ فعلى يده تتلمذ وتخرج الكثيرون، وبفضله سمعت الكثيرات يرددن: “الله يرحم من علمك”…
ضيفة قلمي اليوم هي عازفة القانون، ابنة فاس البارّة.. “عفاف الشاهدي الوزاني”، التي جمعتني بها الصدفة، واكتشفت – إلى جانب إتقانها العزف على آلة القانون – أنها تمتلك خامة صوتية جميلة. ترعرعت وسط عائلة فنية كان لها الفضل في توجيهها نحو تحقيق حلمها.. فوجدت الدعم والسند من والدها الذي قام بتسجيلها بالمعهد الموسيقي بمدينة مكناس. شغفها بآلة القانون جعلها تتحمل مشاق التنقل بين مدينة فاس ومكناس دون تذمر.
شاركت في مجموعة من المهرجانات، لعل أبرزها “المهرجان الدولي للعزف على القانون”، الذي احتضنته مدينة مكناس مؤخرا؛ حيث عزفت إلى جانب أشهر وأمهر العازفين، الذين قدِموا من مختلف دول العالم..، وشنّفت أسماع الحضور، وشدّت إليها الانتباه بأروع الألحان في حفل تخرج أصدقائها الطلبة بالجامعة التي تدرس بها. كما تمت استضافتها في العديد من البرامج الإذاعية. فضلا عن كل هذا وذاك، ف”عفاف الشاهدي الوزاني” تتقن العزف على فصول القانون، وستناقش بحثها لنيل دبلوم الماستر في مادة القانون خلال الأيام القليلة المقبلة؛ فهي جمعت بين القانونين، اللذين يتقاطعان في الصعوبة والتعقيد…
“عفاف” اليوم تحمل حُلما، يخفق في قلبها، وتنتظر أن تجود الأيام بفرصة لتثبت للعالم أنها قادرة على تمثيل بلادها المغرب، ومدينتها الأثيرة فاس أحسن تمثيل في المحافل الوطنية والدولية.

Exit mobile version