Site icon جريدة صفرو بريس

خيوط تحريضية عابرة للحدود تكشف تنسيقًا خطيرًا بين هشام جيراندو وإيران ضد المغرب

خيوط تحريضية عابرة للحدود تكشف تنسيقًا خطيرًا بين هشام جيراندو وإيران ضد المغرب

خيوط تحريضية عابرة للحدود تكشف تنسيقًا خطيرًا بين هشام جيراندو وإيران ضد المغرب

في تطور مقلق يضرب في عمق الأمن الرقمي والسيادة الوطنية، كشفت خاصية الشفافية الرقمية على منصة “فيسبوك” أن إحدى الصفحات التي يُشرف عليها المدعو هشام جيراندو، المحكوم عليه غيابيا بالسجن 15 سنة من قبل القضاء المغربي في ماي 2025 بتهمة تكوين عصابة إرهابية والتحريض على القتل، تُدار بشكل جزئي من داخل الأراضي الإيرانية، الدولة المصنفة من طرف كندا كـ”راعٍ للإرهاب”.

الصفحة المثيرة للجدل، التي تحمل اسم “tahadi.info”، معروفة بنشرها المتكرر لمضامين تحريضية ضد الدولة المغربية، بما في ذلك المؤسسة الملكية والأجهزة الأمنية والقضائية والاستخباراتية، وتُعد واحدة من أبرز أدوات جيراندو في حملته الإعلامية الممنهجة ضد مصالح المغرب. ما يثير القلق أن بيانات “Meta” كشفت عن وجود إدارة مشتركة للصفحة من داخل كندا وإيران، في تقاطع يطرح تساؤلات جدية حول الخلفيات والدوافع الحقيقية لهذا النشاط الرقمي العدائي.

خرق للقوانين الكندية… وتواطؤ ضمني

وفقًا لقانون العقوبات الاقتصادية الخاصة في كندا (SEMA)، فإن أي تعامل مع كيانات أو أفراد ينشطون داخل دول مدرجة على قائمة “الدول الراعية للإرهاب”، وعلى رأسها إيران، يُعد خرقًا مباشرًا للقانون، خاصة حين يتعلق الأمر بشخص مدان في قضايا إرهاب مثل جيراندو.

وتنص هذه التشريعات على منع أي تنسيق أو دعم للأنشطة السياسية أو الإعلامية التي تصدر عن هذه الدول أو تنطلق منها، خصوصًا إذا كان الهدف منها استهداف حلفاء كندا أو مصالح شركائها الدوليين، كالمملكة المغربية التي تجمعها علاقات تعاون إستراتيجي مع أوتاوا.

مسؤولية المنصات الرقمية العالمية

ما يضاعف من خطورة المعطى، هو التراخي أو الصمت الذي تبديه المنصات الرقمية الكبرى، وعلى رأسها فيسبوك (Meta) ويوتيوب (Google)، رغم ما تنص عليه سياساتها الداخلية من منع استخدام منصاتها في أعمال دعائية أو تحريضية مصدرها دول خاضعة لعقوبات دولية مثل إيران، أو تُدار من طرف أشخاص خاضعين لإجراءات جنائية أو مدانين بالإرهاب.

وفي حال ثبت أن هذه المنصات على علم بالمعطى التقني المتعلق بإدارة الصفحة من داخل إيران، واستمرت في تقديم خدماتها لها، فإنها تتحمل مسؤولية قانونية مباشرة، خاصة إذا ثبت تورطها في تسهيل أعمال التحريض والتشهير ضد دول ذات سيادة.

خلفيات سياسية وأجندات عدائية

الأكثر إثارة للقلق، هو السياق الجيوسياسي لهذه المعطيات. فالمغرب قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران منذ ماي 2018، بعد اتهامها المباشر بدعم جبهة البوليساريو الانفصالية عبر تسليحها من خلال “حزب الله” اللبناني، المصنف بدوره منظمة إرهابية من قبل كندا وعدة دول غربية.

هذا يضع النشاط الرقمي لجيراندو، المرتبط بمصدر إيراني، في خانة التنسيق المعادي للمغرب، ويفتح الباب على مصراعيه أمام احتمال وجود شبكة منظمة تتجاوز مجرد الاستغلال الإعلامي إلى بعد استخباراتي وتحريضي موجه.

تهديد مباشر للأمن الوطني المغربي

ما تم الكشف عنه ليس مجرد “تفصيل تقني” في إدارة صفحة على فيسبوك، بل مؤشر واضح على وجود تنسيق رقمي عابر للحدود بين جهات معادية للمغرب، تستغل جغرافيا معادية كإيران، وشخصيات محكومة بالإرهاب كجيراندو، لضرب مؤسسات الدولة المغربية.

صمت السلطات الكندية، واستمرار المنصات العالمية في استضافة هذا النوع من المضامين، يمثل تواطؤًا صريحًا أو تغاضيًا خطيرًا عن نشاط يُهدد أمن دولة حليفة ويقوّض استقرارها. وهو ما يستدعي تحركًا حازمًا على المستويين الدبلوماسي والقانوني، دفاعًا عن سيادة المغرب وأمنه الرقمي.

Exit mobile version