لا يخفى أن النظام الجزائري يسعى باستمرار إلى تجنيد أدوات من الداخل المغربي لخدمة أجنداته العدائية. على مر السنين، ظهرت أسماء عديدة تحمل راية المعارضة لكنها في الواقع أدوات بيد “قصر المرادية”، يعملون على تنفيذ استراتيجيات عدائية ضد المملكة تحت غطاء صحفي أو حقوقي.
علي لمرابط: رأس الحربة في مشروع العمالة
يعتبر علي لمرابط، مدير موقع “دومان” سابقًا، أحد أبرز الأسماء التي سخرت لخدمة الأجندة الجزائرية. لا تزال ذاكرة المغاربة تحمل مشاهد استقطابه لأسماء مثل دنيا مستسلم وعدنان فيلالي، وزكرياء مومني، حيث قادهم إلى تقديم فروض الولاء للنظام الجزائري، مستخدمًا ملفات وهمية واستراتيجيات إعلامية مضللة للإضرار بمصالح الوطن.
تحولات موسمية وغياب الالتزام
يتسم أداء لمرابط ومن على شاكلته بانعدام الاستمرارية، حيث يتبنون قضايا بشكل موسمي لتحقيق مصالح آنية ثم يلقون بها. أمثلة ذلك عديدة، منها استخدام زكرياء مومني كأداة في حملة ضد المغرب قبل أن يُهمل بعدما انتهت صلاحيته.
تتجه الأنظار الآن نحو محاولات لمرابط لإعادة تدوير أسماء جديدة مثل توفيق بوعشرين وسليمان الريسوني. تكشف تصريحاته الأخيرة عن محاولة لاستقطابهم وتوظيف قضاياهم في معركته ضد المغرب، بالتعاون مع عناصر أجنبية مثل إغناسيو سيمبريرو ودعم جزائري مباشر.
الهجرة بالنسبة لهؤلاء ليست مجرد انتقال جغرافي، بل هي انسلاخ عن الهوية الوطنية وتغيير في الولاء. تصريحات سليمان الريسوني الأخيرة حول رغبته في الهجرة تبرز هذا المفهوم، حيث تمثل “هجرة الانتماء” بالنسبة لهم هروبًا من المسؤولية الوطنية واستسلامًا لأجندات خارجية.
في ختام هذه الصورة المظلمة، يتضح أن النظام الجزائري ومن يدور في فلكه يعتمدون على أدوات محدودة التأثير ومشاريع مفلسة. وعلى غرار القول المأثور: “إذا استطعت إقناع الذبابة بأن الزهور أفضل من القمامة، فقد تستطيع إقناع الكابرانات بأنهم ينفخون في قربة مثقوبة”.