Site icon جريدة صفرو بريس

خلاصة وتوصيات أولية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان بشأن الاحتجاجات التي تشهدها عدد من المدن المغربية

عقدت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، السيدة آمنة بوعياش، يوم الأربعاء، 25 أكتوبر 2023، اجتماعا موسعا مع رئيسات ورؤساء اللجان الجهوية لحقوق الإنسان، ومدراء ومكلفين بمهمات لدى رئاسة المجلس، للتداول في أشكال تعزيز دعم رصد المجلس وتنبيهه وتداخلاته، خاصة في ظل التطورات التي تشهدها احتجاجات بعض الشباب في عدد من المدن المغربية في الأيام الأخيرة.

وكان المجلس قد قام بتشكيل فرق للرصد والتنقيب الميداني والتدخل الحمائي منذ انطلاق دعوات الاحتجاج، على مستويات ثلاثية رئيسية: جهوي، من خلال لجانه الجهوية بالجهات الإثنتي عشرة، ووطني وعلى مستوى القضاء الرقمي، بما في ذلك التواصل الميداني مع السلطات المحلية أو مع الشباب بأماكن الاحتجاج.

وإذ يرى المجلس بأن القضاء الرقمي هو الحاضن اليوم للحريات، حيث تبلور في سياقاته قيم جديدة تشكل إطارا لانخراط الشباب ومشاركتهم وتعبيراتهم السلمية على مطالب حقوقية أساسية ومشروعة، فإنه يسجل ما يلي:

انطلاق احتجاجات الشباب بدعوات للاحتجاج، حيث التزمت في بداياتها بالتجمع السلمي، بعض منها عرفت بعد ذلك أعمال عنف، بما في ذلك بعض أشكال التدخل غير الملائمة أو المناسبة، وأشكال عنف خطيرة أخرى، فضلا عما ميز بعضها من انحراف ورشق بالحجارة وسرقة وإحراق سيارات وإتلاف ممتلكات عمومية وخاصة (…).

ضرورة ضمان الحق في التجمع السلمي، باعتباره مكتسبا من مكتسبات المسار الوطني في اختياراته المرتبطة بالديمقراطية وحقوق الإنسان، بما في ذلك المسؤولية المشتركة بين القانونيين على الاحتجاجات والداعين إليها والسلطات العمومية في حفظ النظام العام وفي نفس الوقت ضمان ممارسة حق التعبير والحقوقي في التجمع السلمي.

الحرص على إعمال التأويل الحقوقي للحق في التجمع السلمي، بغض النظر عن التصريح أو الإشعار وضرورة ربطه بضمان سلامة التجمع والاظهار واستحضار خصوصيات التعابير الرقمية الناشئة في هذا الإطار.

ضرورة حماية المواطنين وضمان حقوقهم في الظاهر السلمي وتعزيز الحماية من أي أشكال عنف قد تمس حق الناس في السلامة الجسدية سواء للمحتجين أو القوات العمومية.

وفي إطار تنبيه للقضاء الرقمي، رصد المجلس العديد من التعبيرات الرقمية سواء داخل منصة “ديسكورد” أو منصات تواصل اجتماعي أخرى، تتضمن محتوى مضلل، وأخرى تتضمن دعوات صريحة وخطيرة للعنف والتحريض عليه والدعوة إلى إحراق مؤسسات ومباني حكومية واستهداف أماكن إقامة مسؤولين، والتهديد باللجوء إلى التصفيفات، فضلا عن المس الصريح بكراهية مواطنين غير أجانب في المشاركات في المظاهرات أو يدعون في تعليقاتهم ومحتواهم إلى الالتزام بنبذ العنف والحرص على الالتزام بالسلمية، خاصة النساء (قاس).

مشترك: من حسابات حديثة، وأخرى مغلقة، وأخرى لا تنشر أي محتوى، لا اشتراكات بها، وحسابات عديدة يتبين من خلال التدقيق في معلوماتها وسلوكها ومنشوراتها أن أصلها من دول أجنبية – يتم الانتباه إلى بعضها في بعض الأحيان.

بناء على التداول والتفاعل بشأن الخلاصات الأولية لتقارير الرصد والملاحظة والتدخل، يجد المجلس الوطني لحقوق الإنسان التذكير بالمبادئ الحقوقية التالية:

الحق في حرية التعبير، حق كوني ودستوري وقاعدة أساسية يستند إليها المجتمع الكامل بمجموعة من حقوق الإنسان الأخرى، بما لا يمس بحقوق الآخرين وسمعتهم أو بحماية الأمن القومي أو النظام العام أو الصحة العامة أو الآداب العامة.

الحق في التجمع السلمي، بما في ذلك المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات والوقفات السلمية (…)، حق كوني يكفله الدستور المغربي، ويعتبر من أسس المشاركة والديمقراطية وحقوق الإنسان وسياقة القانون والتعددية.

يتعارض التجمع السلمي، كما تكرسه المنظومة الدولية لحقوق الإنسان، “مع التجمع الذي يتسم بعنف خطر وواسع النطاق”. كما لا يجوز، وفقا لذلك، “ممارسة هذا الحق باستخدام العنف”.

وقد واصل المجلس مساء أمس الأربعاء فاتح أكتوبر رصد، على المستويات الثلاث (وطنيا/جهويا/رقميا)، حيث سجل احتجاجات سلمية بعدد من المدن، عرف بعضها حضور عدد كبير من الأطفال الفقريين في سلا، الراشيدية، الداخلة، تارودانت، القليعة، الرباط، وسجلت بعضها أشكال عنف خطيرة.

وإذ يعبر المجلس عن أسفه الشديد جراء وفاة ثلاث أشخاص في أعقاب الاحتجاجات التي شهدتها القليعة بعمالة إنزكان، وتسجيل إصابات في صفوف المحتجين وفي صفوف القوات العمومية طيلة أيام الاحتجاجات، فإنه:

يسجل إصدار بلاغ لوزارة العدل بخصوص ملابسات سقوط ضحيتين بالرصاص الحي، قبل أن يصل العدد إلى ثلاثة أشخاص.

يرحب بإطلاق سراح عدد كبير من المحتجين.

يدين محاولة اقتحام وإضرام النار بمركز الملكي بالقليعة، مع العلم أن عائلات تقطن في الطابق الأول.

يشدد على ضرورة فتح تحقيق في كل الحالات التي كان فيها مس بالحياة أو السلامة الجسدية ويؤكد، وهو يتابع هذه التطورات المؤسفة، أن المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان ستواصل عملها على الرصد وتنبيه الميداني وتدخلها، فضلا عن ملاحظة المحاكمات.

وإذ يتقدم المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالتعازي لأسر الأشخاص الثلاثة، فإنه يبقى ولجانه الجهوية منفتحا على كل التعبير والحوار بشأن إعمال فعلية الحقوق والحريات لكافة المواطنين.

Exit mobile version