Site icon جريدة صفرو بريس

حين تتحول الشائعات الى مقالات.. دفاعا عن حقيقة ما يجري في اكادير

انتشر خلال الساعات الاخيرة مقال يهاجم والي جهة سوس ماسة سعيد امزازي، معتمدا رواية لا اساس لها من الصحة، مزج فيها بين حادث منزلي عابر وبين تقييم اداري وتنموي سطحي لا يستند الى اي معطيات واقعية. المقال لم يكن سوى محاولة لخلق صورة سوداء عن الوالي، عبر خطاب شعبوي يروج لمغالطات بهدف التشويش على الدينامية التي تعرفها اكادير منذ تعيينه.

اولا، حادث سقوط امزازي في منزله لا يستحق كل هذا النفخ. هو حادث عادي يمكن ان يقع لاي شخص، ولا علاقة له بادارة الشان العام ولا بقدرة الوالي على قيادة اوراش التنمية. تحويل واقعة شخصية الى مدخل لاتهام الوالي بالعجز او الغياب ليس سوى توظيف رخيص لحادث انساني بهدف بناء سردية وهمية.

ثانيا، الادعاء بان اكادير “تسقط” منذ وصول الوالي مجرد خطاب انفعالي بعيد عن الحقيقة. من يعرف المدينة جيدا يدرك ان اوراش التهيئة الكبرى التي انطلقت خلال السنوات الاخيرة، والتي تعثرت بفعل الجائحة والاكراهات المالية، عرفت دفعة قوية منذ تولي امزازي مهمته. والارقام والوقائع على الارض هي التي تتكلم، وليس العبارات العاطفية.

حقيقة الامر ان الوالي امزازي لم يأت الى مدينة جاهزة، بل الى مدينة خرجت لتوها من سنوات ركود، وتحتاج اعادة ترتيب شامل في البنية التحتية والمشاريع والمساطر الادارية. والوثيرة الحالية للاشغال في الطرق، والميناء، والمساحات الخضراء، والمرافق الرياضية، ليست وليدة الصدفة، بل نتيجة اشراف ميداني واجتماعات مستمرة وقرارات حاسمة.

اما محاولة تصوير الوالي على انه “محجوز داخل قصره”، فهي مغالطة اخرى لا تصمد امام الواقع. امزازي حاضر في الميدان، يتابع الاشغال، يجتمع مع المنتخبين والمصالح الخارجية، ويضغط على الشركات المنفذة لاحترام الاجال. واذا كانت بعض المشاريع متأخرة، فالاسباب تقنية ومالية، ولا علاقة لها بغياب المسؤول.

ومن السذاجة الادعاء بان اكادير غير مؤهلة لاحتضان تظاهرات رياضية كبرى، في وقت تعرف فيه ملاعبها، طرقها، وفضاءاتها تحولا جذريا، سيجعلها ضمن المدن المعول عليها في الاستحقاقات القادمة. الجميع يلاحظ وتيرة الاشتغال، ولا يمكن انكارها بمجرد مقال انفعالي.

الهجوم على امزازي بهذه الطريقة لا يخدم المدينة ولا الساكنة، بل يشوش على العمل المؤسساتي ويدفع الرأي العام نحو احكام جاهزة. النقد مطلوب، لكن النقد الجاد يعتمد معطيات وحقائق، لا عبارات من نوع “الوالي يسقط و المدينة تسقط” التي تصلح للفضاء الفيسبوكي اكثر مما تصلح لمقال مهني.

اكادير اليوم تحتاج الى كلام مسؤول يساند الاوراش التنموية ويقوم الاعوجاج اذا وجد، لا الى مقالات مشحونة بالعاطفة والتهويل. والوالي امزازي، خلافا لما يروج، يبذل جهدا واضحا في اعادة المدينة الى موقعها الحقيقي، بعيدا عن الشعبوية وبعيدا عن الصراخ.

وفي النهاية يبقى السؤال الحقيقي هو: هل الهدف من هذه المقالات هو تقييم العمل ام التشويش على من يعمل؟

Exit mobile version