Site icon جريدة صفرو بريس

حوادث متتالية تفضح هشاشة البنيات التحتية مع اقتراب فصل الشتاء

لا تزال سلسلة حوادث البنيات التحتية في عدد من المدن المغربية تثير قلق المواطنين، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وما يحمله عادة من تقلبات مناخية واختبارات حقيقية لصلابة المنشآت وفعالية شبكات الصرف.

ففي الصويرة، كشف انهيار قنطرة واد تسوكة بجماعة اداوگيلول عن ضعف واضح في قدرة بعض المنشآت على الصمود امام الفيضانات، حيث تسبب الانهيار في شل حركة السير كليا على الطريق الوطنية رقم 1 بين اكادير والصويرة. الحادث استنفر مصالح الدرك الملكي التي كثفت حضورها بنقطتي تامري وامسوان لتوجيه مستعملي الطريق وضمان سلامتهم، فيما تستعد فرق الاشغال لاصلاح القنطرة فور تحسن الاحوال الجوية.

وبعد ساعات فقط، اهتزت مدينة فاس على وقع حادث آخر، بعد انفجار انبوب ماء رئيسي وسط المدينة، ما اغرق محيطه بالكامل رغم غياب التساقطات المطرية. مشاهد المياه وهي تجرف الشوارع دون سبب طبيعي مباشر طرحت اسئلة صادمة حول حالة الشبكات القديمة وغياب الصيانة الدورية.

ولم تتوقف سلسلة الحوادث عند هذا الحد، بل انضمت مدينة مراكش الى اللائحة مساء الخميس 13 نونبر، بعد انهيار جزئي في الارض بحي الزفريتي القريب من ساحة جامع الفنا، اثر تساقطات مطرية خفيفة فقط. هذا الانهيار، رغم محدوديته، أعاد النقاش حول هشاشة البنية التحتية في ازقة المدينة العتيقة، التي قد لا تتحمل امطارا اكثر غزارة في الايام المقبلة.

هذه الوقائع المتباينة في المكان والمتقاربة في الزمن تعكس واقعا مقلقا، مفاده ان عددا من المنشآت الحيوية في مدن المملكة تحتاج مراجعة عاجلة، سواء تعلق الامر بالقناطر والطرق او شبكات الماء والصرف الصحي. كما تبرز الحاجة الى تدخلات استباقية لا تنتظر وقوع الاضرار، خصوصا مع توقع اضطرابات جوية مرتقبة خلال الاسابيع المقبلة.

فصل الشتاء يقترب بسرعة، والحوادث التي تسجل تباعا في مراكش وفاس والصويرة تنبه بوضوح الى ان البنية التحتية في مناطق عدة لم تعد تحتمل الانتظار، وان مقاربة الوقاية اصبحت ضرورة وليست خيارا، لتفادي سيناريوهات قد تكون اكثر كلفة وخطورة.

Exit mobile version