بسم الله الرحمن الرحـيم
و صلى الله على سيدنا و نبينا محـمد و على آله و صحـبه أجمعـيـن
إن سـياسـة الأمـن الثـلاثـية : الوقائية ، والصـحـية ، والاجـتماعـية الـتي ينعـم به مغــربـنا اليـوم – في هـذا الظـرف – هـذه السياسـة الـتي رسـم خـطـتـها و خـارطـتـها أمـيـر المـؤمنيـن جـلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيـده ، كاحـتـرازات أمنيـة استراتيجـيه و إجـراءات وقـائيـة مبكرة استـبـاقـيـة، لتـدبـيـر المرحـلة الوبـائيـة ، للـوصـول بأمته نحـو بـر الأمـان ، قـد أصبحـت محـل تـنويـه و إشـادة و تـقـديـر، مـن قـبـل مجـموعـة مـن الـدول الشـقـيـقـة و الصـديـقـة ،وفي تعـليـقات مجموعـة من خـبراء الموضوع و غيرهـم ، فـقـد أحكـم جـلالة الملك كـيـف يستجـيب و يتـصدى للنازلـة وبسرعـة ،وكـان وراءه رجـال السلـطة عموما،و رجـال التربية و التكويـن، و هـيـئة الأطـبـاء ، و كلهم كـان في مسـتوى انتـظارات المغـاربة .
وهـذه كلها تعـكس حـرص جـلالـتـه، الحـفـاظ عـلى صحـة و سـلامـة و استـقـرار رعـيـتـه ، وفـاء بعـهـد البـيـعـة الـتي بـيـنـه و بـيـنهـا، وهـو فهـم و قـراءة ورؤيـة بعــيـنـي عـقـلـه للتوجـيهـات الربانية ، و الهـدي النبوي ، فـقـد جـعـل- نصره الله – من الطـاعات القـرآنية الثـلاث الواردة فـي قـوله تعـالـى :
“يا أيها الـذيـن آمـنوا أطـيـعـوا الله، وأطـيـعـوا الرسول ، و أولي الأمـر منكـم” سورة النساء /59 خـطـة ومنهـجا و استراتيجـية في تـدبـير المرحـلة ، وشـعـارا ترجمه إلـى واقـع .
1: فالخـطوة الأولى، طـاعــة الله تعـالى ، استوعـب فـيها قوله سبحانـه :” ولا تلـقـوا بأيـديـكم إلى التهـلكـة ” سـورة البقرة/ 195.
فـكانت الاستجابة الواسعة لحمـلات التـحسـيـس الوقـائيـة ، الـداعـية إلى أخـذ الحيطة و الحـذر، للحـفاظ عـلى الـنـفـس البشرية أولا ، حـماية لها من التهـلكة ، و قـد سخـرت فـيـها وسائـل إعـلامية متعـددة منها : الإعـلام المـرئي و المقـروء و المسمـوع و الحملات التحسيسية المباشرة مع السكان ، في الشوارع و الدروب ، و الأزقـة و الأسواق ، بالحـواضر و البـوادي .
2: أما الثـانيـة : فـطـاعــة الـرسـول صلى الله عـلـيه و سلـم ،بالأخـذ بحـديــثه صلى الله عليه و سلم :” لَيسَ مِـنْ رَجُـلٍ يَقَعُ الطَّاعُـونُ، فَيَمْكُـث فِي بَيتِهِ صَابِـرًا مُحْتَسِبًا ، يَعْـلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُه إلَّا مَا كَتـَبَ اللهُ لَهُ؛ إلِّا كَانَ لَهُ مِـثْلُ أَجْـرِ الشَّهِـيدِ “
” و حـديـث: إذَا سـمِعْـتـُمْ الطَّـاعُـونَ بِـأَرْضٍ، فـَلاَ تَـدْخـُلُـوهَـا، وَإذَا وقَـعَ بِـأَرْضٍ، وَأَنْـتـُمْ فِـيهَا، فَـلاَ تَخْـرُجُـوا مِـنْهَا:”.
فـكان هـذا الهـدي النبوي الآمـر بالمكـوث بالبـيـوت ، أو الإقـامة و الانتظـار حـيـث أدرك المواطـن الـوبـاء ، وهـو المسمى ب :”الحـجـر الصـحـي” هـديا ربانيا ، نبـه إليـه الـرسول صلى الله عـليه و سلم مـنذ خـمسة عـشر قـرنا.
3: ثـالـث هـذه الثـلاثـية الأمنية : طـاعـة أولـي الأمـر، وهــذه تكـون بالاستجـابة لأوامـر أمـيـر المؤمنـيـن ، راعـي شــؤون أمـته و رعــيـتـه عـمـوما ، و مـن طاعـته :كانت الاستـجـابة و الترحـيب لمقـترح إحـداث صندوق تدبيـر جـائحة فـيروز كورونا المستجـد ، الـذي أمر به جـلالتـه، لأجـل التـضامن الاجـتـماعي ، و المساهـمة في إغـناءه ، كـل حسب جـهـده و استعـداده و إمكاناته .
كـما كـانت بامـتـثال تنبـيـهات و إرشـادات خـدامـه –عموما- ، الساهـريـن عـلى مـتـابـعـة أمـن و سـلامـة العــبـاد و الـبـلاد .
فكـانت نتـيجـة مـن أحـكم الحجـر الصحي بقـواعـده الأساسية ، ومكـث مرابـطا في بـيـته ، صابـرا محـتـسـبا ،مشـتغـلا بما يفـيـده ، أو مساهـما في التأطـيـر و التعـبئة ببـيـتـه، قـد حـصـن نفـسـه ، ووقـى غـيـره ،و أفـاد و استـفـاد ، و استـجـمع الأوامـر و الطاعـات القـرآنـيـة الـثـلاث ، فـهـو :
أولا : محـافـظ عـلى نـفـسه وقـايـة مـن الـتهـلـكـة ، مستـجـيـب لأمـر ربـه .
ثانيا : حـصل لـه أجـر الشهـيـد و إن لـم يـمـت ، كـما بشـره بـه النبي صلى الله عليه و سلم .
ثالثا: هـو مطـيـع لأوامـر و توجـيـهــات و تعـليـمات و لـي أمـره .
وهـو فـي الأخـيـر، مـن تحـقـقـت فـيه المـواطـنـة الصادقـة المتـفاعـلة ، الممثل للشخـصيـة المغـربيـة النموذجـيـة المنـدمـجـة فـي عـمليـة حـماية الـبـلاد والعـبـاد،السالكـة سـبل النجـاة مـن المزالـــق و الهـلاك .
و كل مـن خـرج من بـيـته ، بـلا ضـرورة ملحـة ، هـو عـاص لأمر ربه و رسولـه وولي أمـره ، متجـاوز لحـدوده ، ظـالم لنفسه ومعـتـد على غـيـره آثـم بفـعـله ،
فـقـوا – مواطنينا الكرام – أنـفسـكم وأهـليكم و مجـتـمعـكم عـدوى فـيـروز كـورونا ، استـجـابة لـنـداء ربكـم و رسولكـم وولـي أمـركـم . و الحـمد لله الـذي بفـضله و نعـمته تتـم الصالحـات.