عرفت مدينة فاس حادثة مأساوية بعدما انفجرت قنينة غاز داخل شقة سكنية بالمجموعة 5 بحي النسيم بالملحقة الإدارية المسيرة، ما أدى إلى اندلاع حريق كبير استدعى تدخل عناصر الوقاية المدنية التي تمكنت من السيطرة على النيران وتفادي امتدادها إلى الشقق المجاورة.
الحادث، الذي لم يسفر عن إصابات جسيمة، أعاد إلى الأذهان مدى خطورة التعامل مع قناني الغاز دون اتباع قواعد السلامة الضرورية. فالقنينة، التي تستخدم يومياً في أغلب المنازل المغربية للطهي والتدفئة، يمكن أن تتحول إلى مصدر كارثة إذا ما تم إهمال شروط التركيب أو التخزين أو الاستعمال.
الخبراء يؤكدون أن انفجار قنينة الغاز غالباً ما يكون نتيجة تراكم الغازات في مكان مغلق أو تسربها بسبب تلف الصمامات، إضافة إلى الاقتراب من مصادر نار أو شرر. ومن هذا المنطلق، ينصح دائماً بتفقد القنينة بانتظام، عدم وضعها بالقرب من مواقد أو سخانات، التأكد من إحكام الصمامات، وعدم ترك الأطفال أو غير المختصين يتعاملون معها.
الحوادث من هذا النوع ليست استثناء، فسنوياً تسجل العديد من الانفجارات الصغيرة والكبيرة في مختلف المدن، نتيجة الإهمال أو عدم الوعي بخطورة المادة، وهو ما يفرض على الأسر والحرفيين والمستأجرين تكثيف الوعي والالتزام بالإرشادات الوقائية.
الدرس الأساسي الذي يفرضه هذا الحادث هو أن السلامة المنزلية تبدأ بتفاصيل صغيرة: قراءة التعليمات، الحفاظ على التهوية المناسبة للمكان، والتأكد من جودة المعدات. فالقنينة التي توفر لنا الراحة والطهي السريع يمكن أن تتحول في لحظة إلى مصدر خطر محدق إذا أهملنا توخي الحذر.
في النهاية، يبقى الحادث في فاس تذكيراً حياً بأن الوقاية خير من العلاج، وأن الانتباه للتفاصيل اليومية قد يقي الأرواح ويحمي الممتلكات من كارثة محتملة.

