المغرب

حارس المعطيات الخاصة بعد اختراق بيانات

ما حدث خطير ويجب التعامل معه بجدية قصوىوصف عمر سغروشني، رئيس اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي (CNDP)، الهجوم السيبراني الذي استهدف قاعدة بيانات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS) يوم الثلاثاء 8 أبريل بـ”الأخطر” في تاريخ الهجمات الرقمية التي طالت المؤسسات المغربية، مشدداً على ضرورة التعامل معه بـ”جدية كبيرة وبُعد استراتيجي”.الهجوم الذي تبنّاه هاكرز جزائريون أسفر عن تسريب أكثر من 54 ألف ملف PDF، تضم بيانات حساسة لحوالي 500 ألف مقاولة وقرابة مليوني مؤمّن، ما يطرح تساؤلات خطيرة حول أمن الأنظمة المعلوماتية بالمغرب.وفي حوار صحفي، أشار سغروشني إلى أن الهجمات السيبرانية أصبحت “جزءاً من الواقع الرقمي”، كما أن اختراع التكنولوجيا يستتبع بالضرورة اختراع مخاطره، على حد تعبيره. وأضاف: “الحل يكمن في احترام القانون، وتطوير الثقافة الرقمية، وتعزيز التنسيق بين المؤسسات المعنية بالأمن المعلوماتي، كمديرية أمن نظم المعلومات (DGSSI) والأمن الوطني والنيابة العامة وغيرها.”وفي حديثه عن تعرض CNDP نفسها لهجوم سابق، أوضح أن الأمر تعلق باستغلال هاكرز لثغرات في إعدادات الموقع سمحت بإظهار تعليقات غير لائقة في نتائج البحث على Google، وتم توظيف الصورة المُسجلة للتضليل والتشويه، رغم أن الخلل تم تصحيحه في حينه.سغروشني شدد على أن حماية المعطيات الشخصية ليست مجرد قانون بل “ثقافة يجب أن تُنشر داخل المجتمع”، معلناً عن برامج تحسيسية تشمل المدارس ودور الشباب في جميع جهات المملكة. كما دعا إلى “عدم استعمال أو تداول المعلومات المُسرّبة من CNSS، باعتبارها معطيات مسروقة تشبه المال الحرام”.ورداً على سؤال حول جاهزية المؤسسات الكبرى بالمغرب لحماية بياناتها، شبّه سغروشني الوضع بسائقي السيارات، مؤكداً أن الحوادث تقع، لكن يمكن تقليصها بتشديد الرقابة واحترام القوانين.وفي ختام تصريحه، قال رئيس CNDP: “ما حدث ليس حادثاً بسيطاً… هو نتيجة لمكانة المغرب الرقمية المتقدمة، لكنه في الآن نفسه إنذار لنا جميعاً بأن الأمن السيبراني صار أولوية وطنية، يجب حمايتها بالقانون، بالوعي، وبالصرامة.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى