شهدت منطقة أولوز بإقليم تارودانت، مساء الاثنين، حادثة سير خطيرة إثر انقلاب سيارة لنقل العمال الزراعيين كانت متجهة نحو منطقة إكودار، ما خلف سبعة عشر مصابا، بينهم حالات خطيرة استدعت نقل إحدى السيدات على وجه السرعة إلى المستشفى الجامعي بأكادير، في حين جرى نقل باقي المصابين إلى المستشفى الإقليمي بتارودانت لتلقي العلاجات الضرورية.
فور وقوع الحادث، استنفرت السلطات المحلية ومصالح الدرك الملكي عناصرها لتأمين المكان وتيسير حركة السير، وفتح تحقيق لتحديد ظروف وملابسات الحادث. غير أن الواقعة، رغم طابعها المأساوي، ليست استثناءً في المشهد القروي المغربي، بل تعبّر عن واقع مزمن يتعلق بظروف نقل اليد العاملة الزراعية، الذي غالباً ما يتم في سيارات لا تستوفي أدنى معايير السلامة.
تكرار هذه الحوادث يعكس هشاشة منظومة النقل القروي المخصصة للعمال الزراعيين، والتي تعتمد في الغالب على وسائل تقليدية متهالكة، يتم تكديس الركاب فيها دون تجهيزات وقائية أو مراقبة تقنية منتظمة. هذا الواقع لا يمس فقط كرامة العاملات والعاملين في القطاع الفلاحي، بل يشكل خطراً دائماً على حياتهم، خصوصاً في فترات الذروة الموسمية.
الحادثة الأخيرة بأولوز تفتح مجدداً النقاش حول مسؤولية المشغلين والسلطات الترابية في فرض معايير السلامة، وتشديد المراقبة على وسائل النقل المستخدمة في نقل اليد العاملة، باعتبارها جزءاً من سلسلة الإنتاج الفلاحي التي لا يمكن فصلها عن شروط العمل اللائق.
ويبقى السؤال المطروح بإلحاح: إلى متى ستظل الطريق إلى الحقول محفوفة بالمخاطر، في ظل غياب نظام نقل فلاحي منظم يراعي سلامة الإنسان قبل الإنتاج؟

