Site icon جريدة صفرو بريس

توقيع شراكة بشأن إحداث المرصد الوطني للغات الإعلام

وقع وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصفى الخلفي، أول أمس الأربعاء على شراكة مع جامعة محمد الخامس بشأن إحداث المرصد الوطني للغات الإعلام. واعتبر وزير الاتصال في كلمة له بالمناسبة التي احتضنها معهد الدراسات والأبحاث للتعريب، أن التوقيع جاء لتحقيق ثلاثة أهداف واضحة تتمثل في التمكن من اللغات الوطنية الرسميةً العربية والأمازيغية، وتطوير جهود التجديد اللسني الذي يمكن من تعزيز التكامل الوظيفي بين اللغتين ومجموع اللهجات الوطنية، ثم ثالثا الانفتاح على اللغات والثقافات الأجنبية. وشدد الوزير على كون هذه المبادئ ستضمن دور السياسة اللغوية في صيانة الوحدة الوطنية وحماية التعددية والسيادة وفي رفع الاشعاع العام للبلاد.

وحسب الوزير فستتحمل الوزارة المسؤولية المالية للمرصد، فيما ستتكلف الجامعة المغربية والمجتمع المدني بمسؤولية المتابعة وإصدار التقارير السنوية وإعداد المعاجم.
وقال قيدوم الإعلاميين الصديق معينينو في الورشة الختامية لندوة “الإعلام المغربي الضوابط اللغوية والإكراهات المهنية” التي امتدت على مدى ثلاثة أيام بالرباط، إن الذين يدافعون عن العربية لا يمتلكون أدوات الصراع الحقيقي داعيا إياهم إلى تغيير أدواتهم والنضال على أدق التفاصيل والتدخل في كل شيء قد يمس اللغة العربية حتى ولو كان لوحة إشهارية في الشارع، معتبرا أن الصراع اليوم لم يعد فكريا وخطابيا بل أصبح ميدانيا.
وشدد المتحدث على أن وضع اللغة العربية عامة في المغرب ليس بنفس الخطورة التي هي عليه في بلدان أخرى. مشيرا إلى أن التلاميذ المغاربة في مستوى الابتدائي يتحدثون بالعربية أحسن من وزراء بعض الدول العربية ومسؤوليها. وأعرب عن خشيته من أن ما سماها قنبلة اللغة الدارجة ستمرر خلال السنوات القادمة في صمت، مؤكدا أنه يرى فيها نوعا من الضرب العنيف للغة العربية.
معنينو الذي نبّه إلى أن اللغة الفرنسية أصبحت اليوم جزءا من الحياة اليومية للمغاربة، اعتبر أنها جزء أساسي من الصراع، مذكرا الحاضرين بأنه عندما كانت تحدث بين المغرب وفرنسا بعض الخلافات ويريد المغرب أن يضغط على الجانب الفرنسي فإنه كان يكتفي بتغيير وقت الأخبار بالفرنسية من السابعة وإدراج الإسبانية مكانها، وهو ما كان يجعل السفير الفرنسي لا ينام لمدة أسبوع ويدفع الفرنسيين وأصدقاءهم إلى التدخل.
وأوصت الندوة العلمية المنظمة من قبل معهد الداراسات والأبحاث للتعريب بشراكة مع وزراة الاتصال، بالتعجيل بإحداث المرصد الوطني للغات والإعلام وتزويده بكل الوسائل والإمكانات للقيام بدوره في تحسين جودة لغة الاعلام والمساهمة في تطويرها وإبداعيتها. كما أوصى المشاركون بتفعيل آليات وقوانين ضبط استعمال اللغة الاعلامية خاصة الناطقة بالعربية، وذلك عبر إحداث لجان وهيئات تختص بالتخطيط والتهييء اللغويين وتعمل على تفعيل واقعي لرسمية اللغة العربية، إضافة إلى تفعيل دور الرقابة اللغوية في الهيئة العليا للسمعي البصري وتفعيل إلزامية التدقيق اللغوي في دفاتر التحملات.
وتضمن البيان الختامي للندوة التوصية بضرورة استفادة الاعلامي من تكوين مستمر في اللغة عبر دورات تنظمها المؤسسات الاعلامية بكل أنواعها، بضرورة تأليف قواميس خاصة بالإعلام والاتصال باللغة العربية أو متعددة اللغات ووضعها رهن إشارة المختصين والمهتمين، وذلك باستحضار التجارب الدولية على مستوى ترجمة المصطلحات والألفاظ الخاصة بلغة الاعلام. ودعا البيان الختامي مؤسسات الاعلام السمعي والبصري إلى إحداث برامج تعنى بالثقافة وباللغة خصوصا لفائدة الشباب والناشئة لتحسيسهم بأهمية اللغة في الحياة الشخصية والمهنية.

Exit mobile version