Site icon جريدة صفرو بريس

ترامب والكونفدرالية… هل تعود أمريكا إلى تبرير ماضي العبودية؟

في تزامن لافت مع احتفالات يوم التحرر (Juneteenth)، ظهر اسم دونالد ترامب مجددًا في عناوين مثيرة للجدل، بعد أن أعادت تصريحات قديمة له ومواقف سياسية متكررة إلى الواجهة مسألة ارتباطه غير المباشر برموز الكونفدرالية الأمريكية، أي ذلك الكيان الانفصالي الذي خاض الحرب الأهلية دفاعًا عن العبودية في القرن التاسع عشر.

التقرير المنشور على موقع Daily Kos يُعيد التذكير بسلسلة من المواقف التي دافع فيها ترامب، بشكل مباشر أو ضمني، عن تماثيل قادة الكونفدرالية، ورفضه إزالتها من الساحات العامة، كما فعل عندما صرّح سنة 2017 خلال أحداث “تشارلوتسفيل” بأن هناك “أطراف جيدة على الجانبين”، في إشارة لمتظاهرين من اليمين المتطرف والنازيين الجدد.

الخطير في هذا السياق أن مواقف ترامب لم تعد مجرد زلات لسان أو مواقف ظرفية، بل أصبحت في نظر خصومه السياسيين منهجاً دعائياً يتغذى على النوستالجيا اليمينية، ويستحضر رموزاً تاريخية تقف على النقيض تماماً من قيم العدالة والمساواة التي تمثلها ذكرى Juneteenth.

هذا التوظيف السياسي للتاريخ العنصري الأمريكي لا يحدث في فراغ. فترامب، وفق محللين، يعتمد على قاعدة انتخابية محافظة ترى في استدعاء رموز “الجنوب القديم” شكلاً من أشكال المقاومة ضد ما تسميه “ثقافة الإلغاء” أو “الليبرالية المتطرفة”. ويستثمر في الاستقطاب العرقي لإعادة تعبئة الأنصار قبل أي استحقاق سياسي أو قضائي.

في المقابل، يتصاعد الضغط داخل المعسكر الديمقراطي لربط هذه المواقف بخطاب الكراهية، والمطالبة بإعادة النظر في حضور رموز الكونفدرالية في المشهد العام، بل واعتبار ذلك جزءاً من معركة أكبر ضد التمييز الهيكلي والعنصرية المؤسسية.

ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة، يبدو أن الماضي الأمريكي – بما فيه من انقسام ودماء وعبودية – لن يبقى في كتب التاريخ، بل سيعود كسلاح انتخابي في صراع يقرر مصير الحاضر والمستقبل.

Exit mobile version