أعلنت السلطات المحلية بفاس حالة تأهب قصوى في المدينة العتيقة ، إثر انهيار عدة مبانٍ تاريخية بسبب الأمطار الغزيرة التي شهدتها المدينة هذا الأسبوع. وأثارت هذه الحوادث مخاوف جديدة حول سلامة السكان والمحافظة على الإرث المعماري للمدينة، المصنفة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
من بين الحوادث المسجلة، انهار جزئيًا حمام تقليدي كان قيد الترميم في حي “الصفاح” مساء الثلاثاء، دون وقوع إصابات بشرية. وفي صباح اليوم التالي، انهار منزل مهجور مُفرغ سابقًا في شارع “كتانة” بحي “لمطيّين” (باب عجيسة)، أيضًا دون خسائر في الأرواح.
دفع تتابع الانهيارات السلطات المحلية إلى التحرك العاجل، حيث شاركت فرق من الأمن الوطني والوقاية المدنية والقوات المساعدة في تقييم الأضرار وجمع المعلومات استعدادًا لتحقيقات مفصلة. وجاءت هذه التدخلات في إطار الجهود الرامية إلى احتواء المخاطر المحتملة وتجنب تفاقم الأوضاع.
ليست هذه الحوادث الأولى من نوعها، إذ حذرت جمعيات محلية مرارًا من تدهور حالة المباني التاريخية بالمدينة العتيقة، لا سيما مع ظهور تشققات وعلامات ضعف بنيوي كشفت عنها الأمطار الأخيرة. وتشير تقارير سابقة إلى هشاشة هياكل العديد من المباني بسبب عوامل الزمن وندرة الصيانة، ما يجعلها عرضة للانهيارات، خاصة مع تزايد حدة الظروف المناخية.
في هذا السياق، تطالب الجمعيات المحلية ومنظمات المجتمع المدني بتسريع برامج ترميم المباني الآيلة للسقوط، وتعزيز المراقبة الدورية للهياكل المعرضة للخطر، وتوفير حلول إسكانية مؤقتة للأسر التي تم إخلاؤها وقائيًا. وتُظهر هذه الحوادث التحديات الجسيمة التي تواجهها المدينة العتيقة بفاس، التي تأسست في القرن التاسع الميلادي، في موازنة بين حماية تراثها المعماري الفريد ومواجهة متطلبات التحديث والسلامة العامة.