دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر من جديد، محذرة من كارثة إنسانية وشيكة في قطاع غزة، نتيجة النقص الحاد في الوقود الضروري لتشغيل المرافق الصحية الحيوية، بما في ذلك وحدات العناية المركزة، ومولدات الكهرباء، ومحطات ضخ المياه.
وفي بيان عاجل، أكدت المنظمة أن الأزمة الحالية تهدد بشل قدرات القطاع الطبي، خصوصا مع التراجع الكبير في إمدادات المياه النظيفة، وتزايد الضغط على خدمات الطوارئ التي أصبحت على شفا الانهيار.
ويأتي هذا التحذير في وقت يشهد فيه القطاع أوضاعا إنسانية صعبة بفعل الحصار المستمر، وتداعيات العمليات العسكرية، ما أدى إلى تقليص إمكانيات الدعم اللوجستي وتوفير الإمدادات الطبية الأساسية، خاصة الوقود الذي يعتبر شريان الحياة داخل مستشفيات غزة.
المنظمة الدولية دعت في بيانها العاجل جميع الأطراف المعنية والمجتمع الدولي إلى اتخاذ تدابير فورية لضمان تدفق الوقود والمساعدات الطبية، وحماية البنية التحتية الصحية من الانهيار، مشددة على أن استمرار الوضع على حاله يهدد آلاف الأرواح، خاصة الأطفال والمرضى المزمنين والحالات الحرجة.
ويرى مراقبون أن تكرار هذه النداءات يعكس فشل المجتمع الدولي في التحرك العاجل لإنقاذ القطاع، ويكشف عن غياب إرادة فعلية لوقف التدهور الإنساني في واحدة من أكثر مناطق العالم هشاشة من الناحية الصحية والمعيشية.
في ظل هذه المعطيات، يبقى السؤال مفتوحا: إلى متى ستظل غزة تصارع الموت البطيء وسط صمت دولي مريب؟