Site icon جريدة صفرو بريس

تحذير صحي خطير للجالية المغربية بهولندا بعد تفشّي الحصبة وسط الأطفال

أطلقت السلطات الصحية الهولندية ناقوس الخطر هذا الأسبوع، بعد تسجيل مئات حالات الإصابة بمرض الحصبة في عدد من الأحياء التي تقطنها الجالية المغربية، محذرة من عودة وبائية محتملة في ظل انخفاض كبير في نسب التلقيح، وغياب الوعي الصحي لدى بعض الفئات المهاجرة.

وبحسب بيانات صادرة عن هيئة الصحة العامة الهولندية، فإن نسبة التلقيح ضد الحصبة تراجعت بشكل مثير للقلق بين الأطفال من أصول مغربية، إذ انخفضت التغطية من 95% قبل سنوات إلى نحو 65% فقط حاليًا، ما فتح الباب أمام انتشار سريع وخطير للعدوى في أوساط المدارس، ودور الرعاية، والفضاءات العمومية التي تشهد تفاعلات أسرية متكررة.

هذا الانخفاض في التلقيح يعود، حسب ما ورد عن مسؤولي الصحة، إلى أسباب اجتماعية وثقافية متعددة، من بينها انتشار الشكوك في فعالية اللقاحات، وتأثير الحملات التضليلية المنتشرة عبر وسائل التواصل، بالإضافة إلى ضعف التواصل الصحي بين السلطات الهولندية وبعض الأسر المغربية المقيمة في الضواحي.

وقد تم تسجيل أغلب الحالات الجديدة في مدن مثل أوترخت وروتردام ودين بوش، حيث يعيش عدد كبير من المغاربة في أحياء متقاربة جغرافيًا، ما يُعزز من سرعة انتقال المرض بينهم، خصوصًا في غياب مناعة جماعية كافية.

من جهتها، أكدت وزارة الصحة الهولندية أنها أطلقت حملات مستعجلة لتوعية العائلات المغربية بخطورة الموقف، مطالبةً الآباء بضرورة إخضاع أطفالهم للتلقيح الكامل، لا سيما وأن مرض الحصبة، رغم اعتباره قديمًا، لا يزال يُشكّل تهديدًا حقيقياً في حال غياب المناعة، وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي، والعمى، وتلف الدماغ، وحتى الوفاة في بعض الحالات.

وتسعى الجهات المختصة إلى التعاون مع الجمعيات المغربية والمساجد والمراكز الثقافية قصد إقناع الأسر بأهمية تلقيح الأطفال، كما وضعت خطاً هاتفياً وخدمات باللغتين العربية والأمازيغية لتيسير التواصل وتفادي الحواجز اللغوية.

Exit mobile version