بين وجع الشارع وصخب المول: سلوى أخنوش تتحدى غضب جيل Z بـ”حفلة طوطو”!

بقلم: المسكين يوسف
في وقت تعلو فيه أصوات الشباب في الشوارع مطالبة بالكرامة، والعدالة الاجتماعية، والحق في الصحة والتعليم، اختارت سلوى أخنوش – سيدة الأعمال وزوجة رئيس الحكومة – أن ترد على هذا الغضب الشعبي بأسلوب فني غير متوقع: حفلة موسيقية في “موروكو مول” بحضور مغني الراب “طوطو”.
الحدث الذي أُعلن عنه وسط تصاعد الاحتجاجات في عدد من المدن، أثار موجة من السخرية والغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره كثيرون استفزازا لمشاعر فئة شبابية تعيش البطالة والتهميش، بينما تقابل مطالبها بالعروض الموسيقية والفرجة الاستهلاكية.
البعض رأى في الخطوة محاولة لصرف الانتباه عن الأزمة الاجتماعية والسياسية، في حين تساءل آخرون بسخرية:
> “هل سنعالج البطالة بالأغاني؟ وهل صارت موسيقى طوطو بديلا عن المدارس والمستشفيات؟”
المفارقة المؤلمة أن الحفل يأتي في ذروة حراك يقوده أبناء جيل Z نفسه، جيل يعيش تناقضات الحداثة الرقمية والواقع المرير، جيل يتواصل بالعالم لكن يقصى في وطنه، ويقدم له “المول” بدل “المستشفى”، و”الحفلة” بدل “الكرامة”.
قد تكون الرسالة غير المعلنة من هذا الحدث أن السلطة تراهن على “الترفيه بدل الحوار”، وأن مواجهة الوعي المتنامي لدى الشباب لن تكون بالنقاش بل بالضجيج. لكن ما يغيب عن أذهان أصحاب القرار هو أن هذا الجيل لم يعد يخدع بسهولة، وأن الأغنية – مهما علت – لا تغطي على صرخة الجوع والظلم.




