حق المواطن في الكرامة والعيش الرغيد وفي الاستفادة من خدمات وموارد الدولة حق دستوري و مشروع ، لكن ما حصل و يحصل في معظم البوادي المغربية – جماعة المرس باقليم بولمان نموذجا – هو العكس . بحيث تحفظ الدولة في حقوقها بهذه المناطق وفي المقابل لا تحفظ حقا للمواطنين , يعيشون حياتهم بشكل عاد و بسيط , لا ينتظرون تدخلا من الدولة لتوفر لهم أدنى ما يمكن أن يضمن لهم العيش الكريم من بنيات تحتية وخدمات ومدارس ومراكز صحية وغيرها من الوسائل والمعينات التي تسهم في تطوير نمط عيشهم ليواكبوا ركب النمو بالموازاة مع ما يقع في المحيط محليا و إقليميا و دوليا .. بل استغنوا عن كل ذلك ورفعوا شعارا دارجيا ’’ ما يحكلك غير ظفرك وما يبكيلك غير شفرك’’ معتمدين على أنفسهم لرفع العنت والمشقة عنهم متقمصين دور المسؤولين والمنتخبين …
و هذا نموذج من المشاريع التي تنجز في محيط أتجرأ بقولي أنه ليس في علم حتى خليفة القائد كمسؤول محلي يمثل الدولة في جغرافية لا يتجاوز محيطها جماعة ترابية اسمها جماعة المرس القروية .
إذ تعيش ساكنة هذا الموقع بدوار ايت مخشون الى جانب كل الدواوير المطلة على واد المعاصر بجماعة المرس اقليم بولمان في عزلة تامة أثناء فيضان الواد… الفيضانات التي تتكرر مرات عديدة خلال السنة …
حيث أقدم مجموعة من الأطر الشابة المحلية على بلورة فكرة انشاء جسر فوق الوادي يفك العزلة المضروبة على القبيلة كلما أمطرت السماء , و بالإرادة و القناعة الراسختين تمكنوا من إخراج هذه الفكرة إلى الوجود , فبامكانيات ذاتية أسهم بها اطر وساكنة المنطقة , رفضوا تواضعا منهم الافصاح عن أسمائهم , وبمساعدة القبيلة أنشأوا الجسر الذي عجز المسؤولون عن انجازه لسنين طويلة على الرغم من الامكانيات المادية واللوجستيك الذي ترصده لهم الدولة . لنقف على حقيقة التمييز الحاصل في وطننا الحبيب الذي يقسم المغرب الى شطر نافع وآخر غير نافع , يبدد كل الشعارات التي يرفعها المنتخبون والمسؤولون . يقول أحد أطر القبيلة .