بولمان تحتضن الملتقى الأول للسياحة تحت شعار “إقليم بولمان: إمكانات سياحية واعدة”

في إطار الجهود الرامية ;إلى تطوير القطاع السياحي وتعزيز جاذبية إقليم بولمان كوجهة استثمارية واعدة، نظمت عمالة إقليم بولمان، يوم أمس، الملتقى الأول للسياحة تحت شعار “إقليم بولمان: إمكانات سياحية واعدة”، وذلك بمقر العمالة، بحضور ممثلي القطاعات المعنية بالمجال السياحي، والمهنيين، والمستثمرين، وممثلي القطاع البنكي.
وجاء هذا الملتقى بهدف وضع أسس رؤية تنموية شاملة للنهوض بالقطاع السياحي بالإقليم، من خلال تعزيز التنسيق بين مختلف المتدخلين، والوقوف على التحديات المطروحة، واقتراح حلول مبتكرة لتجاوز الإكراهات التي تعيق تطوير السياحة وجعلها رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وفي كلمة له بالمناسبة، أكد السيد علال الباز أنه منذ توليه المسؤولية على الإقليم، ومن خلال جولات التواصل التي قام بها في مختلف الجماعات، واطلاعه على الوضعية الاقتصادية للإقليم ومدى مواكبتها للتحديات التي يشهدها المغرب، تبيّن أن الإقليم يرتكز أساسًا على قطاع مهم جدًا، وهو القطاع الأولي، خاصة الفلاحة. إلا أن هذا القطاع تأثر بفعل التغيرات المناخية التي يشهدها العالم عمومًا والمغرب على وجه الخصوص، مما انعكس سلبًا على نسبة التشغيل في هذا القطاع.
وأشار السيد العامل إلى أنه، إلى جانب القطاع الأولي، هناك قطاعات أخرى لا تقل أهمية، وإن كانت لا تساهم بشكل كبير في خلق قيمة مضافة، مثل الصناعة التقليدية والسياحة. وأضاف أنه بعد تعمقهم في تشخيص واقع السياحة بالإقليم، تبيّن وجود فرص وإمكانات سياحية مهمة جدًا، لكنها تعاني ضعف التثمين والتسويق، فضلًا عن إشكالات بنيوية وهيكلية. وأكد أن الأرقام الرسمية الصادرة مؤخرًا عن المصالح المختصة بوزارة السياحة تُظهر أن المغرب استقبل ما يقارب 17 مليون سائح خلال سنة 2024، من بينهم 1.5 مليون سائح زاروا جهة فاس مكناس، بينما لم يستقبل إقليم بولمان سوى 1500 سائح، أي ما يعادل 0.1% فقط من إجمالي السياح الذين زاروا الجهة. واعتبر السيد العامل أن هذا الرقم المتدني يثير التساؤلات، خاصة أن الإقليم يتمتع بمؤهلات طبيعية ومناظر تستحق الاهتمام.
وأكد السيد العامل أن هذه المبادرة جاءت للوقوف على مشاكل أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والعمل بشكل مشترك بين القطاعين العام والخاص للنهوض بهذا المجال. وأوضح أن اختيار توقيت هذا اللقاء في هذا الشهر المبارك جاء أيضًا لاعتبارات زمنية تتعلق بآجال تسوية وضعية بعض المؤسسات السياحية التي يمكن أن تستفيد من المهلة التي منحها المشرّع لتسوية وضعياتها القانونية، خاصة ما يتعلق بالتعمير والتراخيص.
وأشار إلى أن هذا اللقاء يندرج في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز مكانة السياحة كرافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، انسجامًا مع التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الذي شدد في خطابه السامي بمناسبة الذكرى العشرين لعيد العرش، بتاريخ 29 يوليوز 2019، على أن التنمية الحقيقية لا تقتصر فقط على إنشاء البنيات التحتية، بل تقتضي أيضًا توفير بيئة استثمارية منتجة قادرة على خلق فرص الشغل وتحقيق التنمية المستدامة.
وفي عرض له أكد أمجد كيتي، مدير قطب الإقلاع الاقتصادي والعرض الترابي بالمركز الجهوي للاستثمار بفاس مكناس أن الإقليم يعاني من ضعف الطاقة الإيوائية، حيث لا يتوفر الإقليم سوى على فندقين مصنفين وثمانية مآوٍ سياحية، بطاقة استيعابية إجمالية لا تتجاوز 291 سريرًا، وهو رقم ضعيف مقارنة بالإمكانات الطبيعية التي يتوفر عليها الإقليم.
ولتجاوز هذا المشكل استعرض السيد كيتي عددا من المشاريع المبرمجة التي تهدف إلى تعزيز البنية التحتية السياحية وتحفيز الاستثمار في القطاع، من بينها تطوير منتجع صحي بمنبع الرميلة بكلفة إجمالية تبلغ 10 ملايين درهم وإحداث موقع تخييم دائم بإيموزار مرموشة بكلفة 7 ملايين درهم وإحداث منطقة للأنشطة الحرفية 15 مليون درهم وإنشاء محطة متنقلة لتحلية المياه الجوفية لدعم البنية التحتية بكلفة 7.5 مليون درهم وسد الزرقة لدعم الموارد المائية 3.5 مليون درهم.
وفي تصريح لجريدة صفروبريس أكد السيد محسن سرغيني، رئيس مكلف بقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم بولمان أنه تعزيزًا للجهود الرامية إلى النهوض بالقطاع السياحي وتحسين جاذبية إقليم بولمان، شهدنا اليوم انعقاد اللقاء الأول حول السياحة بالإقليم، بحضور مختلف الفاعلين في القطاع السياحي، بما في ذلك أرباب الفنادق والمآوي السياحية، وكان اللقاء فرصة للنقاش العميق حول الإكراهات التي يواجهها القطاع، واقتراح الحلول والتوصيات الكفيلة بتعزيز السياحة في الإقليم. ومن بين أبرز القضايا التي تمت مناقشتها مسألة التسوية العقارية للمشاريع السياحية، والتصنيف السياحي، والبحث عن فرص التمويل التي يمكن أن توفرها المؤسسات البنكية الحاضرة في هذا اللقاء.
وفي تصريح آخر أشار السيد عبد الله المنعي، المندوب الجهوي للسياحة بفاس أن هذا الملتقى شكل فرصة إيجابية للنقاش واللقاء مع الفاعلين والمهنيين في القطاع السياحي بالإقليم، حيث تم التطرق إلى مختلف الجوانب المرتبطة بتطوير المنتوج السياحي، ودراسة انشغالات المهنيين والمستثمرين الراغبين في دخول هذا المجال. كما كان اللقاء مناسبة للتفاعل مع تساؤلات الفاعلين والجمعيات وأرباب المآوي السياحية، والبحث في سبل تحسين جودة الخدمات وتطوير القطاع.
وفي تصريح آخر أشاد سليفاني رضوان، رئيس تعاونية “نبراس العرج” للسياحة القروية ومسير مأوى سياحي بهذه المبادرة التي تهدف إلى تعزيز القطاع السياحي في إقليم بولمان. هذا الإقليم يزخر بمؤهلات سياحية فريدة، من بينها قمة بويبلان، التي تُعدّ ثاني أعلى قمة في المغرب بعد توبقال، بارتفاع 4165 مترًا، إضافة إلى معالم تاريخية وجغرافية وسياحية غنية. هذا اللقاء سيساهم في إعطاء دفعة جديدة للسياحة في الإقليم، وتعزيز الاستثمار في هذا المجال.”
جدير بالذكر أنه في ختام الملتقى، دعا السيد العامل جميع المتدخلين إلى تضافر الجهود والعمل المشترك، مؤكدًا التزام العمالة، بشراكة مع مختلف الفاعلين المحليين والوطنيين، بتنفيذ التوصيات المنبثقة عن هذا اللقاء، وترجمتها إلى إجراءات عملية تساهم في تعزيز تموقع إقليم بولمان على الخريطة السياحية الوطنية، ودعم الاستثمار في هذا القطاع الحيوي.