عرفت مصلحة المياه و الغابات صباح يومه الأربعاء 14 ماي 2014 استنفارا ملحوظا بعد اطلاع أطرها على ما نشر في صفحات الفايس بوك من طرف فاعلين جمعويين ينحدرون من منطقة المرس و سكورة . هذه الصفحات التي تسمى حسب الترتيب المذكور ’’جون المرس’’ ” Jeunes Elmers ” و طبيعة بلادي . ينظم هؤلاء الناشطون في المجتمع المدني على رأس كل شهر رحلة استطلاعية عبر أعالي جبال الأطلس المتوسط الشرقي غير بعيد من منطقة بولمان الدائرة ، وعيا منهم بما للمنطقة من أهمية ايكولوجية , و ما تزخر به من معطيات طبيعية و مناظر خلابة و منابع مائية و مآثر الدينصورات و الكهوف و المغارات ، التي لازالت نكرة في طي الكثمان و السرية لم يسبق لأحد من قبل أن استكشفها . ينسق هؤلاء مع فيدرالية ’’أطلس بلا حدود ’’, التي تعتبر نسيجا جمعويا يضم في إطاره جل الجمعيات النشيطة بمنطقة المرس ، هذا النسيج الذي يعمد الى استقطاب مجموعة من الأطر العليا بمختلف اختصاصاتهم و فاعلين بشتى مشاربهم ينحدرون من مختلف مناطق المغرب ، هدفهم التعريف بهذه المناطق و محاولة خلق ربما محور سياحي بالجبل ” circuit touristique ” . هؤلاء لم يخطر ببالهم و هم في طريقهم من منطقة تادوت مرورا بغابة مالو وعند بلوغهم منطقة على علو 2168 على سطح البحر و هم يطلون على منطقة تدعى ’’الهري’’ أنهم سيصادفون آثار جريمة نكراء ، راح ضحيتها – وفق روايتهم – عشرات ان لم نقل المئات من أشجار الأرز على امتداد مسافة لا تقل عن ستة كلوميترات , تخريب و استغلال بشع لاحدى أهم مكونات البيئة الطبيعية ، و لم ينكروا و هم على رأس جبل تيشوكت ثاني أعلى قمة بالأطلس المتوسط بإصابتهم بالدهشة و الدوران و هم يسمعون أنين شجر الأرز و هو واقع على الأرض و كأن حربا لم تحط بعد أوزارها و المهزوم فيها هي البيئة و معها الشجرة المباركة ، شجرة الأرز .. و وفق تصريح لشاهد على الحادث خص به صفرو بريس ، أكد على أنه ستتم مراسلة الجهات المسؤولة منها المندوبية السامية للمياه و الغابات و مكافحة التصحر في الموضوع مع المطالبة بارسال لجنة تقصي للحقائق إلى غابة كيكو وغابة إيموزار مرموشة التابعتين للمنطقة المنكوبة , واللتين اصبحتا صحراويتين من جراء القطع الجائر والفاحش . كما عبر عن استعداد جميع من عاينوا هذه الجريمة النكراء لانجاز تقرير مفصل ومصور مع اعطاء المواقع المنهوبة عبر خريطة ’’كوكل اورت’’ من اجل تسهيل مامورية التقصي , كما أشار ذات المتحدث الى ضرورة فتح مسالك طرقية الى هاته المناطق من اجل اعادة تشجيرها , و حتى يتسنى لرجالات المياه و الغابات مراقبتها وحمايتها من جديد و إنقاذ ما يمكن انقاذك .