أكد وزير الخارجية البلجيكي، برنارد كوينتين، أن بلاده تدرك تمامًا الأهمية الاستراتيجية لقضية الصحراء بالنسبة للمغرب، مشيرًا إلى أن موقف بلجيكا يعكس توجهاً متزايداً لدى عدد من الدول الأوروبية نحو فهم أعمق لهذه القضية، على غرار ما قامت به فرنسا والولايات المتحدة في مواقفهما الداعمة للسيادة المغربية.
في تصريح صحفي عقب لقائه بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أمس الأربعاء بالرباط، أكد كوينتين أن النقاش الذي أجراه مع نظيره المغربي مكنه من استيعاب أبعاد مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب، وإدراك الطابع الوجودي لهذه القضية بالنسبة للمملكة.
وأشار الوزير البلجيكي إلى أن عدداً من الشركاء الأوروبيين والدوليين قد طوروا مواقفهم تجاه هذه القضية، في إشارة إلى الدعم الذي أبدته كل من فرنسا والولايات المتحدة للمغرب في ملف الصحراء. وأضاف أن بلجيكا ستواصل الحوار البناء مع المغرب حول هذا الملف.
إلى جانب ذلك، جدد كوينتين التأكيد على دعم بلاده للعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، مشددًا على أهمية التوصل إلى حل سياسي عادل، دائم ومتوافق عليه بين الأطراف المعنية. وأشار إلى أن بلجيكا تعتبر الأمم المتحدة الجهة الحصرية التي يجب أن تضطلع بدور الوساطة في هذا النزاع الإقليمي.
واستشهد المسؤول البلجيكي بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2703، الذي يؤكد على مسؤولية الأطراف في البحث عن حل سياسي واقعي، عملي ودائم يستند إلى مبدأ التوافق، وهو ما يتماشى مع المبادرة المغربية للحكم الذاتي باعتبارها الحل الأكثر جدية ومصداقية لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
يأتي هذا الموقف البلجيكي ليعكس تطورًا إيجابيًا في العلاقات بين الرباط وبروكسيل، حيث يعمل البلدان على تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بما في ذلك القضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي. ومن شأن هذا التطور أن يسهم في تعزيز الاعتراف الدولي بموقف المغرب ويدعم جهوده الدبلوماسية لحشد المزيد من التأييد لمبادرته السلمية.