أظهرت بيانات منظمة ACLED المتخصصة في رصد الاحتجاجات حول العالم أن اليمن تصدرت قائمة الدول الأكثر تنظيمًا للاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين خلال الفترة الممتدة بين 7 أكتوبر 2023 و5 سبتمبر 2025، حيث سجلت 14,436 احتجاجًا، متفوقة بشكل واضح على باقي الدول.
المغرب جاء في المرتبة الثانية بعدد 5,294 احتجاجًا، يليه الولايات المتحدة الأمريكية بـ5,266 احتجاجًا، ثم تركيا وإيران وباكستان وفرنسا وإيطاليا وأستراليا وإسبانيا، مما يعكس انتشار التضامن الشعبي مع القضية الفلسطينية على مختلف القارات.
ولا تعكس هذه الأرقام فقط حجم الحراك الشعبي، بل هي مؤشّر على وعي استراتيجي وثقافي عميق لدى الشعوب، وبالأخص اليمن، التي رغم معاناتها المستمرة من الحرب والجوع والدمار، لم تنسَ التضامن مع فلسطين. في كل مدينة وقرية، تُرفع الأعلام الفلسطينية وتُهتف الشعارات الداعمة للصمود الفلسطيني، كما يمتد التضامن ليشمل الدعم الإعلامي والسياسي والإنساني عبر جمعيات خيرية ومؤسسات محلية.
تصدر اليمن لهذه القائمة يعود إلى عدة عوامل رئيسية: الروابط الدينية والتاريخية بين الشعبين، حيث تعتبر فلسطين جزء من الهوية الإسلامية والعربية، والتضامن النفسي والعاطفي مع المظلومين، إضافة إلى وعي سياسي يسمح بتنظيم احتجاجات مستمرة وفعالة رغم الظروف الصعبة.
الموقف اليمني يرسل رسالة واضحة للعالم مفادها أن العدالة والضمير لا يُقاسان بالقوة العسكرية أو النفوذ الاقتصادي، بل بالثبات على المبادئ والدفاع عن الحق. وهو دليل على أن الشعوب، رغم الصعوبات، قادرة على التعبير عن تضامنها ومواقفها الأخلاقية والسياسية بشكل صادق ومستمر.
في كل احتجاج، وفي كل هتاف، وفي كل علم فلسطيني يرفع في شوارع صنعاء أو تعز أو عدن، هناك رسالة واحدة مفادها: “نحن معكم حتى النصر، حتى الحرية، حتى العدالة”.