على أعتاب النسخة الجديدة من كأس العالم للأندية، التي ستحتضنها الولايات المتحدة الأمريكية صيف العام المقبل، يجد الوداد الرياضي نفسه أمام اختبار كروي غير مسبوق. ورغم صعوبة المهمة التي تنتظره، فإن كثيرًا من أنصاره يرون في هذه المشاركة التاريخية مكسبًا قد يفتح آفاقًا واسعة للفريق، سواء من حيث الانتعاش المالي أو تعزيز الحضور الدولي في الساحة الكروية.
فبعد أن وضعت القرعة الوداد ضمن مجموعة تضم أعتى الأندية، على غرار مانشستر سيتي الإنجليزي ويوفنتوس الإيطالي، إلى جانب العين الإماراتي، يرى البعض أن “وداد الأمة” في مواجهة تحديات قاسية تفوق الخبرات السابقة. غير أن المثير للاهتمام هو موقف جل جماهير الوداد، الذين اختاروا التفاؤل، معتبرين أن الظهور في هذا المحفل العالمي فرصة ثمينة لن تتكرر بسهولة، حيث سيحاول اللاعبون إثبات جدارتهم أمام عمالقة كرة القدم، في مشهد قد يمنحهم ثقة إضافية وتفتح أمامهم أبواب الاحتراف في أندية مرموقة.
ولم تخلُ الساحة الإعلامية من تعليقات ساخرة ونقدية، تداولها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، متوقعين خروج الوداد المبكر من المنافسة. إلا أن الرد جاء من أنصار الفريق بصيغة واضحة: المستطيل الأخضر وحده هو الفيصل. يرفض هؤلاء الأحكام المسبقة ويشددون على أن كرة القدم تحمل مفاجآت لا تحسمها الأسماء الكبيرة على الورق فقط.
الأمر الأكثر رمزية في هذه المشاركة يتمثّل في مواجهة محتملة بين مدرب الوداد، الجنوب إفريقي رولاني موكوينا، ومدرب مانشستر سيتي، الإسباني بيب غوارديولا. موكوينا لم يخفِ في مناسبات سابقة إعجابه بأسلوب غوارديولا، معتبراً إياه مثله الأعلى في عالم التدريب. الآن، ومع هذا الاصطدام الكروي المرتقب، تتجاوز الحماسة حدود المنافسة الرياضية، لتتحول إلى امتحان شخصي لقدرة التلميذ على الصمود أمام أستاذه، في مباراة قد تشكل حدثًا فارقًا في مسيرته التدريبية.
على الجانب المالي، من المتوقع أن يمنح النظام الجديد لكأس العالم للأندية عائدات مالية ضخمة للفرق المشاركة. وتشير تقديرات إلى أن الوداد قد يستفيد من منحة مالية تاريخية، قد تصل إلى عشرات الملايين من اليوروهات، حتى لو انتهت رحلته باكرًا. هذه المداخيل ستمكّنه من الاستثمار بشكل أفضل في تحسين التشكيلة، وجلب لاعبين من مستويات عالية، مما يعزّز صفوف الفريق ويهيئه لتحديات محلية وقارية في المستقبل.
وإلى جانب المكاسب المالية والفنية، فإن المشاركة في هذا الحدث العالمي تمثل رهانًا على السمعة. فكل دقيقة لعب وكل لمحة فنية على الميدان ستخضع لرادار أندية ووسطاء من مختلف أنحاء العالم، ما يتيح للاعبي الوداد فرصة استثنائية لجذب أنظار الفرق الكبرى. هذا بدوره قد يُترجم إلى صفقات مربحة تُنعش خزينة النادي، وتُعزز من قيمة المواهب المحلية على الساحة الدولية.
في المحصلة، يجد الوداد الرياضي نفسه أمام مفترق طرق تاريخي: صعوبات المجموعة وتحدي الكبار في جهة، وفرص الكسب والتألق في الجهة الأخرى. هو اختبار تتداخل فيه الحسابات المالية مع الطموحات الكروية، وحلم المدرب مع انتظارات الجماهير، ليشكل لوحة فريدة لمستقبل قد يؤسس لمرحلة جديدة في مسار “وداد الأمة”.