المغرب يُدخل لأول مرة قاذفة “B-52” الأمريكية في مناورات “الأسد الإفريقي 2025”

شهدت المناورات العسكرية المشتركة بين القوات المسلحة الملكية المغربية ونظيرتها الأمريكية نقلة نوعية غير مسبوقة، من خلال مشاركة القاذفة الاستراتيجية الأسطورية Boeing B-52 Stratofortress، وذلك في إطار مهمة “Mighty Rhino”، التي تُعد جزءًا أساسيا من أضخم تمرين عسكري سنوي في إفريقيا: “الأسد الإفريقي 2025“.
الـ B-52، المعروفة بلقب “الوحش الطائر” بسبب حجمها الهائل وقدراتها الاستراتيجية المدمّرة، حلّقت لأول مرة في الأجواء المغربية ضمن هذا التمرين، حيث رافقتها ثمانية مقاتلات F-16C Fighting Falcon تابعة للقوات المسلحة الملكية، في مشهد يعكس مستوى متقدمًا من التنسيق والانسجام العملياتي بين الجيشين المغربي والأمريكي.
وحسب موقع Infodefensa المتخصص في قضايا الدفاع والأمن، فإن هذه المشاركة تُعد خطوة فارقة في مسار الشراكة العسكرية المغربية-الأمريكية، وتُكرّس المكانة المتصاعدة للمغرب كحليف استراتيجي للولايات المتحدة في شمال إفريقيا.
من جهته، أكد الجنرال جيسون ت. هيندز، نائب قائد القوات الجوية الأمريكية في أوروبا وإفريقيا، على أهمية هذا التعاون، مشيرًا إلى أن “هذا الانتشار يضمن بقاء قواتنا مرنة، وفعالة، وقادرة على الاستجابة السريعة والدقيقة للتهديدات الأمنية المتغيرة باستمرار”.
تأتي هذه المناورات في سياق تنفيذ اتفاق التعاون الدفاعي الذي وقّعته الرباط وواشنطن سنة 2020، والذي يحدد الأجندة الاستراتيجية الثنائية إلى غاية 2030. وقد أصبح تمرين “الأسد الإفريقي” موعدًا سنويًا رئيسيًا يعكس عمق الروابط الجيو-استراتيجية بين القارتين الأمريكية والإفريقية، عبر البوابة المغربية.
وتُبرز مشاركة قاذفة B-52 في هذه الدورة من المناورات حرص الولايات المتحدة على تعزيز قدراتها المشتركة مع حلفائها في القارة، في حين يُواصل المغرب ترسيخ موقعه كركيزة أساسية في منظومة الأمن والاستقرار الإقليمي بالقارة الإفريقية.