في خطوة استراتيجية غير مسبوقة، أعلن رسمياً عن إطلاق مشروع صناعي ضخم لتصنيع وتجميع مكونات الطائرة المقاتلة الأمريكية F-16 Viper في المنطقة الصناعية MIDPARC بمدينة النواصر قرب الدار البيضاء، وذلك بإشراف مباشر من العملاق الأمريكي لوكهيد مارتن، وفق ما كشفته يومية “الأحداث المغربية” في عددها ليوم الإثنين 5 ماي 2025.
يمثل هذا المشروع قفزة تاريخية للصناعة الدفاعية المغربية، إذ يضع المملكة في قلب سلسلة القيمة العالمية في قطاع الصناعات الجوية، ويعزز مكانتها كشريك صناعي موثوق في المنظومة الدفاعية الأمريكية.
إنتاج دقيق وتكنولوجيا متقدمة
المصنع، الذي صمم ليكون منصة صناعية عالية الدقة، سيُخصص لتصنيع هياكل وأجزاء رئيسية من طراز F-16V، النسخة الأحدث من الطائرة القتالية الشهيرة، والمزودة برادار متطور من نوع AESA ونظم تسليح متقدمة. وستُعتمد في هذا المصنع تقنيات تصنيع متطورة، كما سيتم توظيف مهندسين وتقنيين مغاربة تلقوا تكوينًا رفيع المستوى محلياً.
تموقع استراتيجي داخل المنظومة الدفاعية الأمريكية
من المنتظر أن تزوّد هذه الوحدة الصناعية سلاسل الإمداد العالمية، بما فيها المصانع الأمريكية للتجميع النهائي، وشركاء دوليون آخرون. ما يجعل المغرب لاعبًا استراتيجيًا في شبكة الإنتاج الدفاعي الأمريكي، ويعزز تعاونه العسكري مع حليفه التاريخي، خارج حلف الناتو.
نقل تكنولوجي وسيادة وطنية
لا تقتصر أهمية المشروع على نتائجه الاقتصادية، التي تشمل خلق مئات مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة، بل تمتد إلى نقل تكنولوجي غير مسبوق سيمكن المملكة من بناء قاعدة دفاعية محلية، تعزز سيادتها واستقلالية قرارها الأمني والعسكري.
ويُعد المشروع ثمرة للرؤية الملكية الرامية إلى تحديث القوات المسلحة الملكية وفق خارطة الطريق 2020-2030، وتعزيز التعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، حليف المغرب التاريخي في مجالات الأمن والدفاع.
المغرب… بوابة الاستقرار الإقليمي
بفضل موقعه الجغرافي المحوري، وانخراطه في الشراكات الاستراتيجية الكبرى، يرسّخ المغرب موقعه كحاجز أمني رئيسي لضمان الاستقرار في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، ويؤكد من خلال هذا الإنجاز عزمه على المضي قُدُماً في تطوير صناعة دفاعية سيادية تواكب التحديات الجيوسياسية الراهنة.