في خطوة تعكس تنامي جاذبية السوق المغربية في مجال الطاقة، أعلنت شركة “Karpowership” التركية، إحدى أكبر الشركات العالمية المتخصصة في توليد الطاقة عبر السفن العائمة، عن اهتمامها بالدخول في مشاريع الغاز الطبيعي المسال بالمغرب، بما ينسجم مع طموحات المملكة في تحقيق انتقال طاقي مستدام وتعزيز أمنها الطاقي الوطني.
ويأتي هذا التصريح على هامش اتصالات أولية أجرتها الشركة التركية مع مسؤولين مغاربة، في إطار تحركات استكشافية نحو استثمارات مشتركة تهم إنشاء بنية تحتية جديدة مخصصة لتخزين، تحويل، وتوزيع الغاز الطبيعي المسال، سواء للاستهلاك الصناعي أو لتلبية الطلب المحلي المتزايد على الطاقة النظيفة.
وتُعتبر “Karpowership” لاعبًا دوليًا بارزًا في قطاع الطاقة المتنقلة، إذ تتوفر على أسطول من السفن المجهزة بوحدات توليد كهرباء وأنظمة تسييل غاز، وتعمل حاليًا في أكثر من 20 دولة، خصوصًا في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. وتراهن على التعاون مع المغرب بوصفه بوابة استراتيجية نحو إفريقيا، بفضل استقراره السياسي وموقعه الجغرافي وانخراطه النشيط في مشاريع البنية التحتية.
ويُعد اهتمام الشركة التركية جزءًا من الدينامية الواسعة التي يعرفها قطاع الغاز بالمغرب خلال السنوات الأخيرة، حيث أطلقت المملكة مشاريع كبرى في هذا المجال، مثل مشروع محطة “الغاز الطبيعي المسال” بمنطقة الجرف الأصفر، وتوسيع محطات التحويل والاستهلاك في موانئ مثل الناظور والمحمدية.
ويرى مراقبون أن ولوج فاعل دولي بحجم “Karpowership” إلى السوق المغربية قد يشكل نقلة نوعية في ملف الأمن الطاقي الوطني، خصوصًا في ظل السياق الدولي المضطرب، وارتفاع الطلب الداخلي، وتقلبات أسعار الطاقة في الأسواق العالمية.
كما يمكن لهذا التعاون أن يمنح المغرب قدرة أكبر على تنويع الشركاء ومصادر التوريد، وتقليل الاعتماد على مزودي الغاز التقليديين، خاصة بعد توقف إمدادات أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي.
وتأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه المملكة تنفيذ استراتيجيتها الطاقية القائمة على تنمية الطاقات المتجددة من جهة، وتعزيز الموارد الأحفورية النظيفة – مثل الغاز الطبيعي – من جهة أخرى، لتحقيق التوازن بين الاستدامة والفعالية الاقتصادية.