Site icon جريدة صفرو بريس

المدافعون عن اخنوش: حين يتحول الفشل الى معركة وهمية

في الوقت الذي يعيش فيه المغاربة ازمة خانقة في قطاعي الصحة والتعليم، خرجت بعض الوجوه السياسية والاعلامية لتدافع عن الحكومة بطريقة تثير الاستغراب، وكان هدفها ليس البحث عن حلول، بل تلميع صورة رئيس الحكومة باي ثمن، وتحويل النقاش العمومي الى مزايدات سياسية تبتعد تماما عن جوهر المشكل.

فبدل ان يناقشوا ضعف الخدمات الصحية، او اكتظاظ الاقسام الدراسية، او انهيار القدرة الشرائية، اختار هؤلاء تحويل الانظار نحو معارك وهمية، يهاجمون فيها كل صوت ينتقد السياسات الحكومية، متهمين المنتقدين بالتشويش او خدمة اجندات معينة. وكان من يطالب بمستشفى مجهز او مدرسة محترمة يرتكب جريمة في حق الوطن.

هذه الاساليب المكرورة لا تنطلي على احد. المواطن الذي يقف في طابور المستشفى او يدفع اخر درهم من راتبه لشراء كراسة لطفله، لا تهمه شعارات التوازنات السياسية ولا تبريرات الفشل. يريد فقط ان يعيش بكرامة، ان يجد طبيبا لا يطلب منه العودة بعد اسبوع، ومعلما لا يضطر لتدريس اربعين تلميذا في قسم واحد.

المدافعون عن اخنوش اليوم لا يدافعون عن الحكومة بقدر ما يدافعون عن مصالحهم ومواقعهم. فهم يعرفون جيدا ان الغضب الشعبي يتزايد، وان السياسات الحالية فشلت في تحقيق الوعود التي اغدقوها على الناس قبل الانتخابات. لذلك يحاولون بكل الوسائل خلط الاوراق، وتوجيه الانظار نحو نقاشات فارغة لا علاقة لها بالواقع.

لكن الواقع اقوى من الدعاية، والناس يرون ويسمعون ويعيشون المعاناة يوميا. لن تنفع الخطابات الملساء ولا الدفاع الاعمى، لان الحقيقة بسيطة ومؤلمة الحكومة لم تنجح في معالجة ازمات التعليم والصحة، ومن يدافع عنها لا يقدم خدمة للوطن، بل يشارك في اطالة عمر الفشل.

ان انقاذ ما يمكن انقاذه لا يحتاج الى متحدثين باسم الزعيم، بل الى ارادة حقيقية لاصلاح ما افسده التدبير العشوائي، واعادة الثقة بين المواطن والدولة. اما الذين اختاروا الدفاع عن الخطأ بدل تصحيحه، فالتاريخ لن يرحمهم، لان الشعوب لا تنسى من جعل معاناتها موضوعا للتبرير بدل الحل.

Exit mobile version