Site icon جريدة صفرو بريس

الفاعل الجمعوي محمد كربوب… بويبلان جنة الأرض

صفرو بريس✍️لحسن سيبوس

أخذه الحنين إلى مسقط رأسه، وبدافع الغيرة التي يحملها تجاه منطقته الفاعل الجمعوي محمد كربوب يكتب مقالا أبدعته أنامله عن بويبلان واصفا إياه بجنة الأرض، والمقال في ما يلي:
“يبدو للوهلة الاولى أن هذا الوصف لمنطقة جغرافية جبلية وصف غريب،أو مبالغ فيه على الاقل.
لكن ذلك لمن لم يسبق له أن زار منطقة بويبلان،لاسيما في أوقات ذروة تميزه وتفرده،وشموخه.
منطقة بويبلان هي منطقة جبلية في موقع إستراتيجي متميز وساحر.
فهي من جهة تشكل حدود جهتين مهمتين،وهي جهة الشرق،وجهة فاس مكناس،حيث يوجد حدود الجهتين على مستوى قمة بويبلان.ومن جهة ثانية يشكل ملتقى أربعة أقاليم في المنطقة،وهي جرسيف من ناحية الشرق،وتازة من ناحية الشمال،وصفرو وبولمان من جهة الغرب والجنوب.
في وسط المنطقة يجوب طريق مصنفة وطنيا تحت رقم 29 بينما كانت في السابق تصنف على أساس جهوي.تتميز المنطقة التي تتربع على مساحات واسعة،وتضم عدد كبير من الجماعات الواقعة في نفوذ الاقاليم الاربعة المذكورة سلفا،تتميز بمؤهلات طبيعية وايكولوجية متفردة.وتمتاز ببرودتها الشديدة شتاء،حيث تعرف أهم التساقطات الثلجية، لاسيما على مستوى قمة بويبلان وقمم السلاسل الجبلية المحيطة،والتي تشكل منظرا بانوراميا في غاية الروعة والجمال.
هي سلسلة جبلية شامخة،منتشرة بطريقة تجعل المنطقة عبارة عن لوحة فنية في غاية الاتقان،ناطقة بصمتها، ومعبرة بظلالها، عن قدرة خالقها ومبدعها.
يكسو المنطقة غطاء غابوي متنوع،لاسيما الارز،والكروش الأخضر (البلوط)،والصنوبر وغيرها.
والى جانب الغطاء الغابوي المتنوع،تجد غطاء عشبي ونباتي متعدد،بأنواع من الاعشاب التي لاتعد أعدادها ولا منافعها،كإكليل الجبل (أزير)، والزعتر والزعيترة،وغيرها.
هذا الغطاء الغابوي والنباتي يمنح المنطقة من الهواء أفضله،ومن المياه أعذبه.حيث توجد في المنطقة عيون بجودة لاتضاهى،ومذاق لاينسى على رأسها “تالعينت لاز” و “أمان إملالن” ومنابع مائية متعددة تجعل شاربها يسبح بحمد مُنزِلها،ويتأمل طريقة إنفجار عيونها.
تتزيّن المنطقة بسلسلة من الهضاب وعدد من القمم الجبلية المنصوبة بشكل يسر الزائرين،ويشد إنتباه الباحثين.قمم وهضاب تجري من تحتها ومن بينها الوديان والانهار التي تجود بالكثير بمياهها نحو وجهتين،وجهة ملوية لاسيما من خلال واد البارد الذي ينبع من المنطقة وبالضبط من مغارة إغز،ووديان أخرى من المنطقة في نفس الاتجاه ،إضافة الى وديان تصب في الإتجاه المعاكس نحو سبو الذي منبعه ليس ببعيد،والذي تجود به المنطقة(سبو) من سفح هذه السلسة الجبلية التي وصل كرمها المدن والأرياف البعيدة.
ثقافيا تمتاز المنطقة بعدة مقومات، لاسيما في مجال الصناعة التقليدية التي تعتمدها الساكنة للاستجابة لأهم متطلبات الحياة،حيث تتربع الزربية الوراينية على هرم الصناعات النسيجية،حيث ماتزال لحدود اليوم تشكل تراثا ثمينا، وحاضرا زاهرا حيث يتسابق الزوار عليها.
تعرف مناسبات الساكنة تعدد وتنوع الاطباق الغدائية الشهية،كالكسكس البلدي المصنوع محليا بأنواعه، و الثريد الذي تتميز طريقة تحضيره عن باقي المناطق المغرببة الاخرى التي تكتفي بتقطيع الخبز مع المرق،في حين في هذه المنطقة تختلف طريقة التحضير والطهي والتقديم،ويقدم في المناسبات وللضيوف عربون شدة الفرح والابتهاح.
وكعادة أهل المغرب العميق،وخلافا لما تبدو عليه المنطقة من بساطة الحياة،فإنها أرض كرم وضيافة،و أهلها كرماء وأجاويد،ويؤثرون الضيف على أنفسهم وعِيالهم ولو كان بهم خصاصة.
تلك هي منطقة بويبلان التي لاتتلخص في قمة جبلية واحدة،وإنما هي منطقة مترامية الاطراف،ومتعددة القمم،ومتنوعة الفرص والمؤهلات.
إنها عنوان الجمال شتاء، وهي ترتدي الرداء الابيض،وعنوان البهاء صيفا وهي تتفرد بمميزاتها وهوائها وتضاريسها ومؤهلاتها الطبيعية والتاريخية المتفاعلة مع الموقع الجيوستراتيجي الذي تتميز به المنطقة.
هي إذا منطقة عنوانها جبال شامخة،وتضاريس متفردة،وفرص ومؤهلات طبيعية هائلة،.تستطيع أن تكون قبلة لعشاق الطبيعة،والسياحة الايكولوجية النظيفة للاستمتاع والشعور بالحياة الحقيقية.”

Exit mobile version