Site icon جريدة صفرو بريس

العثور على جمجمة بشرية داخل برج تاريخي بالعرائش يثير تساؤلات وغموضا

اهتزت مدينة العرائش صباح الأربعاء على وقع اكتشاف غريب ومثير، بعدما عثر عمال كانوا يباشرون أشغالا ترميمية داخل برج الفتح التاريخي على جمجمة بشرية، في حادث خلق حالة استنفار أمني واسع بالمدينة.

فور الإبلاغ، انتقلت عناصر الأمن الوطني والسلطات المحلية إلى عين المكان، حيث جرى تطويق محيط البرج ومنع الاقتراب منه حفاظا على سرية التحقيق. الجمجمة تم نقلها لإخضاعها للتحاليل والخبرة العلمية، تحت إشراف النيابة العامة التي أمرت بفتح تحقيق معمق لتحديد طبيعتها وأصلها.

الغموض يظل سيد الموقف إلى حدود الساعة: هل يتعلق الأمر ببقايا بشرية ضاربة في القدم مرتبطة بتاريخ العرائش الغني بالأحداث والصراعات، أم أن الواقعة تكشف عن جريمة حديثة دفنت أسرارها في جدران المعلمة التاريخية؟

هذا النوع من الاكتشافات يضع الأجهزة الأمنية والعلمية أمام سيناريوهين متباينين: الأول يعيدنا إلى مسار البحث الأثري والتاريخي، بما قد يفتح المجال لفهم أكبر لماضي المدينة ودورها الاستراتيجي على مر العصور. أما الثاني، فيدفع نحو التحقيق الجنائي البحت، وما قد يحمله من خيوط مرتبطة بجريمة طمس معالمها داخل فضاء تاريخي.

بعيدا عن مسار التحقيقات، تبرز هذه الحادثة إشكالية أعمق تتعلق بضعف صيانة المعالم الأثرية ومحدودية الأبحاث الأركيولوجية التي قد تكشف عن أسرار مدفونة تحت تراب المدن التاريخية. كما تعيد إلى الواجهة النقاش حول العلاقة بين التراث المادي والذاكرة الجماعية، وكيف يمكن للصدف البسيطة أن تكشف عن حقائق منسية أو وقائع مخفية.

وفي انتظار ما ستسفر عنه التحاليل العلمية، تبقى مدينة العرائش معلقة بين فرضيتين: جمجمة تروي فصلا من تاريخ غابر، أو مفتاح تحقيق جنائي جديد يضع لغزا غامضا بين أيدي العدالة.

Exit mobile version