يشكل الشباب الفئة العريضة من نسيج المجتمع المغربي بحيث تقدر نسبة الشباب المتراوحة اعمارهم مابين 15و34 سنة ازيد من 36 في المئة من مجموع سكان المغرب وفقا لاحصائيات رسمية . ويظل موضوع علاقة الشباب المغربي بالاحزاب السياسية المغربية محط اهتمام الفاعلين السياسيين والباحثين الاكاديميين لما تمثله هذه الفئة من حيوية وحماس وهمم عالية قادرة على صنع المعجزات وقيادة التغيير بما يعود على هذا الوطن بالخير والنفع .. لكن في المقابل هناك معوقات تحول بين الشباب وانخراطه في هذه الاحزاب السياسية حصرها مجموعة من الباحثين والفاعلين السياسيين من قبيل ما يعرفه المجال السياسي من شوائب وسلوكات واهية تتمثل اساسا في غياب احزاب سياسية قوية قادرة على حشد الهمم والدفع بالشباب الى المشاركة الفاعلة والوازنة ، وغياب ديموقراطية داخلية لدى غالبية الاحزاب السياسية بما يعزز الهيكلة التنظيمية لهذه الاحزاب بهذا العنصر الحيوي، وانتشار الزبونية والمحسوبية داخل هذه الاحزاب . وكذلك غياب تصور واضح وجلي ينفتح على الشباب ويكسر حاجز الفصل بينها وبين هذه الاحزاب ، اضف الى ذلك الموسمية التي تنهجها غالبية الاحزاب السياسية في التعاطي مع قضايا الشباب وتحيين ذلك الى اقتراب الاستحقاقات الانتخابية ورفع شعارات واهية يراها الشباب من قبيل الاستخفاف بالعقول والضحك على الذقون. ان الاحزاب السياسية اليوم مطالبة بالقطع مع هذا السلوكات المتمثلة في رفع الشعارات وتقديم الوعود الكاذبة والبرامج الواهية الى سلوكات تلفها المصداقية وبرامج حقيقية تاخذ بعين الاعتبار مشاكل الشعب المغربي خاصة الشباب منه وتاخذها على محمل الجد ، وفسح المجال امام الشباب لابراز وجوده وطاقاته وتقديم ضمانات على ذلك .