يشارك الدرك الملكي في الدورة السادسة عشرة لمعرض الفرس بمدينة الجديدة، من خلال مجموعة الخيالة التابعة للجهاز، وهي وحدة تمثل مزيجاً فريداً بين عراقة تقاليد الفروسية المغربية والقدرات العملياتية المتقدمة التي يمتلكها الدرك في مختلف المهام الأمنية. وتجمع هذه الوحدة بين الجوانب التراثية والفنية للفروسية، والمهارات التكتيكية الضرورية في العمل الميداني، مما يجعل حضورها في المعرض ملفتاً ويستحق المتابعة.
وتعكس هذه المشاركة الدور المحوري الذي يلعبه الفرس في الاستراتيجية الأمنية الوطنية، إذ يعتبر الفرس عنصراً أساسياً في تعزيز القدرات الميدانية للوحدات المتنقلة، سواء في المراقبة أو التدخل في المناطق الواسعة التي يصعب الوصول إليها بالمركبات التقليدية. كما تؤكد المشاركة على اهتمام الدرك الملكي بالعناية الخاصة بالخيول، من خلال برامج تدريبية دقيقة ورعاية صحية مستمرة، ما يضمن جاهزيتها الدائمة لأداء المهام المختلفة بكفاءة عالية.
إلى جانب الجانب الأمني، تأتي المشاركة في معرض الفرس لتسليط الضوء على التراث المغربي العريق في الفروسية، إذ يمثل الفرس جزءاً من الهوية الثقافية للمغرب ويمتد تاريخه لقرون طويلة. ويتيح المعرض للجمهور فرصة الاطلاع على مهارات الفروسية التقليدية، ومشاهدة تناغم الفرسان مع خيولهم، مما يعكس الانضباط العالي والتدريب المكثف الذي تتلقاه مجموعة الخيالة التابعة للدرك الملكي.
وتعتبر هذه المبادرة فرصة للتواصل المباشر بين المؤسسة الأمنية والمواطنين، لتعزيز الثقة المتبادلة وإظهار الوجه الحضاري والإنساني للدرك الملكي، بعيداً عن الصورة النمطية للأجهزة الأمنية. كما تشجع المشاركة في المعرض على تقدير الفروسية كفن وثقافة، وتشجع الشباب على الاهتمام بهذا التراث العريق، مع إدراك القيمة الأمنية والفنية للخيول في مهام الحراسة والمراقبة والتدخل السريع.
وفي المجمل، تعكس مشاركة الدرك الملكي في معرض الفرس بالجديدة التزام المؤسسة بالمحافظة على التراث الوطني، وتعزيز القدرات الأمنية، وإبراز الصورة الحضارية للفروسية المغربية. هذه المبادرة تجمع بين الأصالة والاحترافية، وتظهر كيف يمكن للتراث والفروسية أن يلعبا دوراً مهماً في تعزيز الهوية الوطنية والتواصل مع المجتمع بشكل إيجابي وفعّال.