Site icon جريدة صفروبريس

الحاجب : عندما تصبح الينابيع المائية نقاط جذب رئيسية للسياح بالإقليم

الحاجب: عندما تصبح الينابيع المائية نقاط جذب رئيسية للسياح بالإقليم

الحاجب: عندما تصبح الينابيع المائية نقاط جذب رئيسية للسياح بالإقليم

يبرز إقليم الحاجب كوجهة سياحية متميزة خلال فصل الصيف الحالي، حيث يتجلى كواحة حقيقية للزوار الباحثين عن الانتعاش والراحة وسط ارتفاع درجات الحرارة.

يقع هذا الإقليم في قلب الأطلس المتوسط ويتميز بمناخه الدافئ والمعتدل، مما يجعله محط أنظار السياح، وخاصة في ظل التصاعد الملحوظ لدرجات الحرارة في الأقاليم الأخرى التابعة لجهة فاس – مكناس. وقد اكتسب الإقليم شهرة متزايدة بفضل عيونه المائية الطبيعية المتعددة، التي تتدفق من الأرض، مما يوفر للزوار ملاذات هادئة للراحة والاسترخاء.

في قلب مدينة الحاجب، تنتشر العديد من هذه العيون الساحرة، وأشهرها عيون (عين ذهيبة) و(عين خادم) و(عين بورغزاز) و(عين مدني). تتميز كل واحدة من هذه الينابيع بجمالها الفريد وأجوائها الساكنة، مما يجعلها تستحق الزيارة والاستكشاف. وتحيط بهذه العيون حدائق جميلة وتشكيلات صخرية، إضافة إلى جداول المياه الهادئة، مما يساهم في استقطاب زوار من مختلف أنحاء الجهة.

أصبح منتزه عين الذهيبة، الذي تم تجديده مؤخرًا، واحدًا من أبرز نقاط الجذب السياحي في المنطقة. يمتد المشروع، الذي يُعتبر ثمرة تعاون بين مجلس جهة فاس – مكناس وعمالة الحاجب، على مساحة 5 هكتارات، ويهدف إلى تعزيز العرض السياحي في المدينة. ويجري العمل حاليًا في المرحلة الثانية من تطوير هذا المنتزه بتكلفة تتجاوز 14 مليون درهم، مع التركيز على تحويله إلى مجمع متكامل للترفيه والاسترخاء.

عند اكتماله، سيتضمن المنتزه مناطق مخصصة للأطفال، ومسارات للمشي، وأماكن عائلية، بالإضافة إلى مساحات خضراء مجهزة بنظام ري حديث. كما تم الاهتمام بتجميل المنتزه وتحسين راحة الزوار عبر إضافة مصادر إنارة مريحة لتمكين الزوار من قضاء أوقات ممتعة خلال المساء.

سيقع ضمن المشروع أيضًا مسار مائي يحتوي على نافورة وشلال، بالإضافة إلى أكشاك لعرض المنتجات المجالية والصناعة التقليدية. وتنظر إدارة المشروع بعناية خاصة إلى مراعاة راحة الزوار من خلال إنشاء مرافق صحية ومواقف سيارات.

هذا المشروع الطموح يهدف ليس فقط إلى استقطاب المزيد من السياح، بل إلى تعزيز دينامية النشاط السياحي بالإقليم والجهة بشكل عام. وهو يأتي في إطار مقاربة شاملة للتنمية المستدامة وتعزيز التراث الطبيعي للإقليم.

وعلى بعد خطوات من عين الذهيبة، تُعتبر عين خادم وجهة مائية أخرى رائعة، تستقطب عددًا كبيرًا من السياح والسكان المحليين. تعتبر هذه العين ملاذًا رائعًا للتخلص من الحرارة، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بتدفق المياه الاستراتيجية تحت أقدامهم. بعض الزوار يستغلون الفرصة لملء قواريرهم من المياه الطبيعية، بينما يفضل آخرون الاستمتاع بالجفاف في الأحواض الصغيرة القريبة من الشلال.

إلى جانب العينين المذكورتين، توجد عدد من العيون المائية الأخرى في ضواحي الحاجب، مثل عين أغبال وآيت إيكو وعين بطيط، ولكل منها خصوصياتها وتجاربها الفريدة التي تمنح الزوار فرصة الاسترخاء والتمتع بجمال الطبيعية.

علاوة على جمال هذه الينابيع، فإن لها دوراً مهماً في النظام البيئي المحلي واقتصاد الإقليم. فالمياه العذبة التي تُنتجها هذه العيون، ليست فقط صالحة للاستهلاك البشري، بل يتم استخدامها أيضاً في سقي الأراضي الفلاحية المجاورة، مما يعزز الزراعة في الإقليم.

لكن، ورغم ما تتمتع به هذه الينابيع من جمال وأهمية، لم تسلم من آثار التغير المناخي. فقد أثرت سنوات الجفاف المتعاقبة على حجم تدفق المياه، حيث شهدت بعض الينابيع التي كانت تفيض بغزارة تراجعًا ملحوظًا في تدفقها، بل جفت بعضها لفترات خلال مواسم الجفاف.

Exit mobile version